منوعات

من يملك الإجابة؟!!

طالما أن هناك تزايداً في أعداد الفقراء وأعداد المتسولين وأعداد الغارمين.. وطالما أن هناك طلاباً يفشلون في إكمال تعليمهم بسبب عجزهم عن دفع نفقات الدراسة.. وطالما أن هناك مرضى لا يملكون حق الحقنة أو العلاج.. فإن الأخت وزيرة الرعاية الاجتماعية “مشاعر الدولب” والأخ أمين عام ديوان الزكاة لا زالا في مربع الاجتهاد الذي لن يبلغ الحد المنتظر والمأمول طالما أنه ولو نصف أو ربع هذه الشرائح تعاني وتكابد ولا تجد من يعينها على جهاد الحياة الذي أصبح يوماتي ولا يخلف وعده أبداً.
ولعل البرلمان الذي يمثل أعلى سلطة رقابية وتشريعية في البلاد قد لامس وبكل شفافية مواطن قصور يشكلها حراك هذه الوزارة المهمة، ووجه نقداً مشروعاً لها ولديوان الزكاة نفسه.. وكل هذا برأيي مؤشر إيجابي بأن البرلمان يمارس دوره المنتظر منه نحو الوزارات وما تقدمه من تقارير هو وحده من يمنحها صك القبول أو الرفض.. ولنفترض أن الوزارة ووزيرتها يبذلون كل جهدهم لتحقيق المطلوب منهم فهو أيضاً مؤشر أنثمة عمل يتم هو قابل للتعديل والتصحيح حتى تتحقق الأهداف والغايات المرجوة منه!!.. ده ما موضوعنا.. إذ أن الموضوع الذي يحيرني هو مقدار الازدواجية في ممارسات تتم وعلى أعلى مستوى وتجد قدراً من التدويل والانتشار والإعلان بدرجة تدعو للتساؤل على أي نحو يتم الأمر؟.. وكيف ومن الذي يرسم هذه المشاهد ويلونها ويكتب لها السيناريو.. أقول ليكم كيف والبلاد تحتفل بأعياد الاستقلال تم تكريم عدد من الشخصيات في هذه المناسبة المهمة ومن ضمنها تم تكريم الأستاذة “مشاعر الدولب” والسيد أمين ديوان الزكاة والتكريم بالتأكيد في مثل هذه المناسبة ومن الرئيس شخصياً.. مؤكد لا يتم خبط عشواء لكنه مستند على أسباب ودفوعات ومبررات غاية في الأهمية والمنطق.. وتم التكريم ومنح هؤلاء شهادات الإنجاز في مناسبة تاريخية لها دلالاتها ومعانيها.. لكن قولوا لي كيف يستقيم عقلاً أن توجه مؤسسة بحجم البرلمان ونوابه الانتقاد للوزارة وللديوان نفسه وكيف أنهما مقصران تجاه الشرائح التي هي من صميم عملهما وواجبهمت.. كيف يستقيم ذلك؟ هل من أحد يملك الإجابة؟.. وهي حاجة من اثنين إما أن البرلمان يتجنى عليهما وما قيل داخل القبة فيما يتعلق بوزارة الرعاية وديوان الزكاة محض افتراء.. أو أن التكريمات عندنا تتم للأسف بلا معطيات.. بلا أسانيد.. بلا تقارير تمنح هذا الشرف لمن لا يستحقه!!.. من الذي يوصي بأن فلاناً أو فلانة يستحق أن يصافح الرئيس في باحة القصر ويوم الاحتفال بأعياد الاستقلال؟.. وعلى أي مرجعية أو خلفية ترفع التوصيات بتكريم هؤلاء.. وهل تتم دراسة حقيقية وتوزع درجات التقدير وترصد مقاييس لإحصاء المرشحين للتكريم.. أم أن للأمر مقاييس ومواصفات أخرى لا علاقة لها بالواقع ولا المنطق!!
في كل الأحوال هذا التضارب والازدواجية بين انتقاد البرلمان لـ”الدولب” وأمين الزكاة وتكريم الدولة لهما يضع الواحد منا في حالة تشبه البلاهة ورأسه يلف زي مروحة التربيزة بحثاً عن إجابة ما معروف يلقاها عند منو؟
كلمة عزيزة
السيد الرئيس في خطابه أكد دعمه للفقراء والاهتمام بالشرائح الضعيفة والتقشف لتمد وزارة الرعاية الاجتماعية بالولاية لسانها لكل هذه المفاهيم وهي تصر على استفزازنا ونحن ما ناقصين.. حيث أعلنت عن احتفالاتها تحت شعار (الخرطوم عاصمة للإنتاج) في تظاهرة أصلاً لا داعي لها.. لأن هذا من صميم عمل الوزارة نفسها.. فيا أختنا “أمل البيلي” تشكون من عدم التمويل للزكاة والفقراء والتأمين الصحي.. أليس أولى بنفقات هذا الاحتفال هؤلاء دعماً لهذه الشرائح ولو كنت مكان النائب الأول لما حضرت الاحتفال لأنه ديل يا سعادتك عايزين يقشروا قدامك على عمل يتقاضون عليه رواتب.. رجاءً أعملوا في صمت فآذاننا طرشت من كثرة الجهجهة!!
كلمة أعز
مشكلتنا الكبرى أنه ليس لدينا مسؤولون ميدانيون.. معظمهم يجلسون في المكاتب ينتظرون التقارير التي ينطبق عليها قولاً آفة التقارير كتابها!!