مابتتنسي..لأنك مازي اي شئ… محمود…في إنتظار (الدهشة الثالثة).!
تمر علينا هذه الايام الذكرى الثالثة لرحيل الفنان (المختلف) محمود عبد العزيز، والذى لازال جرح رحيله غائراً في دواخل كل السودانيين الذين لم يجتمعوا على (موهبة) مثلما إجتمعوا على موهبته، تلك الموهبة والعبقرية التى ظهرت في آواخر ثمانينات القرن الماضي، وخطفت الكثير من البريق والنجومية لسنوات قادمات.
نعم، محمود عبد العزيز ليس فناناً فقط، هو (ظاهرة) حقيقية، تحتاج لسنوات طويلة حتى تتكرر او تظهر ظاهرة فنية اخرى تشابهها في التفاصيل، ودونكم (الامبراطورية) التى شيدها ذلك الشاب، تلك (الامبراطورية) التى تدين بولائها له حتى بعد وفاته -وان تزداد جماهير فنان بعد وفاته- فتلك مدعاة حقيقية للوقوف والتأمل والتفكير.!
الذكرى الثالثة التى سيحتضنها استاد المريخ امسية الاحد القادم تعتبر استفتاء حقيقياً لمدى وفاء (الحواتة) لهذا الشاب الذى شكل ملامحهم ووجدانهم وتفكيرهم، واصبح بالنسبة لهم (الحاج) و(الاب) و(الصديق) و(حبيب الروح) الذين يسعدون برؤيته ويصرخون بهستيريا عند سماع صوته.
يستحضرني الان موقف كنت شاهداً عليه وانا اجلس بحي المزاد في عزاء محمود، حيث استمتع بالصدفة لحوار بين اثنين من معجبي الراحل، احدهما قال والدموع على عينيه: (والله انا عمري ماحاانسى محمود)، قبل ان يرد عليه الآخر بلهجة اقرب للبكاء: (محمود مازي اي حاجة بتتنسي)، واصدقكم القول انني لم امنح ذلك الحديث والرهان حقه في ذلك التوقيت، لأنني كنت اظن انها مجرد مشاعر حزن عادية ستزول بعد زول صدمة الرحيل، لاتفاجأ بحضور اقل مايوصف بأنه (هائل) في ذكرى رحيل محمود الاولى بنادي الضباط، قبل ان اتوقف مندهشاً للحضور الاضخم في ذكرى رحيله الثانية باستاد الخرطوم.
الان…انا استعد وبكل صدق، لاحقق (الدهشة الثالثة) وذلك خلال ليلة الذكرى الثالثة بأستاد المريخ، وهكذا محمود، يصر على ادهاشنا حياً و(ميتاً)…له الرحمة والمغفرة.