تشابهت عليهم العبارات.. والطاقة الشمسية!!
غندور وإسرائيل
> رواة الأخبار استلوا من حديث البروف إبراهيم غندور وزير الخارجية الخميس أول من أمس، في ندوة مغلقة بأحد المراكز البحثية، قولاً معلول الرواية، لا يمكن أن يمت بصلة إلى الرجل المعروف عنه دقة تصريحاته وحرصه الشديد ألا تلامس مواطن الحساسية والخلاف الحاد، فهو دبلوماسي العبارة والأسلوب قبل أن يتبوأ موقع وزير الخارجية، وسياسي بارع يعرف حسن التخلص عندما يقع في المطبات الكلامية، وفوق ذلك أن موضوع الحديث الذي نُسب إليه مقتطع ومنقطع عن سياق عام، يفهم السيد غندور خطورة الموضوع وموقعه هو، إن كان ما تناولته الصحف على لسانه هو الحقيقة..
> فدراسة تطبيع العلاقة مع إسرائيل كما قالت الصحف، منسوباً إلى وزير الخارجية، شأن عظيم وخطب جلل لسببين، أولهما..أن السودان له موقفه المدئي الحازم والقاطع من العلاقة مع العدو الصهيوني. فلو طبعت كل الدول العربية علاقتها معه، لا يمكن للسودان أن ينساق وراءها كما تساق النعاج، فهو آخر من يطبع أو يمد يديه، فكل مواقفه المعلنة وسياساته وإستراتيجيته تقوم على هذا المفهوم، وهو داعم أساسي ورئيس لنضال الشعب الفلسطيني من أجل إنهاء الاحتلال ونيْل كل حقوقه المشروعة، بل الخرطوم هي عاصمة اللاءات الثلاث التي خانها من خانها، لكنها ليست العاصمة التي تبصق على ذاك الموقف التاريخي المضيء.. وثانياً إن كل مشكلات السودان الداخلية من حرب الجنوب المستمرة من 1955م حتى انفصال هذا الجزء منه، كان للكيان الصهيوني دور بارز في مشكلة جنوب السودان وحربها الطويلة وما أفضت إليه، ولعبت الأيدي الصهيونية القذرة في أمن السودان واستقراره عبر قضية دارفور، وقدمت الدعم المالي والتسليحي والسند السياسي والدعائي للحركات المتمردة، وكان تأليب المجتمع الدولي ضد السودان يتم بتخطيط صهيوني منظم عبر الدوائر الإستخبارية الغربية والمنظمات والناشطين والحكومات لعزل السودان ومقاطعته ومحاربته وتطويقه من كل جانب، واستطاعت هذه المنظمات وبتغلغها في النسيج السياسي الغربي والإعلام أن توظف المحكمة الجنائية الدولية ضد بلادنا وبقية القصة معروفة..
> فهل يتجاسر أي مسؤول سوداني عاقل، دعك عن رجل في مقام السيد البروف غندور، إلى إطلاق حديث على عواهنه، ويلغو في مثل هذه القضية الحساسة، إن كان رواة الأخبار قد تشابهت عليهم العبارات والقصص الخبرية، فإن القارئ الحصيف والمتابع، يعلم إن كلمة دراسة التطبيع مع إسرائيل هي الكلمة الشاذة في نص حديث السيد وزير الخارجية..
الطاقة النظيفة
> في خطابه عن حالة الاتحاد قبل أيام، حوى خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما، نقطة تهمنا نحن قبل أن تكون محل اهتمام الشعب الأمريكي، فقد ذكر أوباما أن استخدام المواطنين الأمريكيين في ولايات عديدة لشرائح الطاقة الشمسة مصادر أخرى للطاقة، وفر مليارات الدولارات ودعا للتوسع في استخدام هذا النوع من الطاقة لانخفاض كلفتها وسهولة توليدها ولصداقتها مع البيئة، باعتبارها طاقة نظيفة..
> نحن في قلب إفريقيا التي تسمى أرض الشمس المشرقة، أولى لنا الطاقة الشمسية، وقد تزامن حديث الرئيس الأمريكي بتصريحات هنا لوزير الكهرباء والموارد المائية ووزير البيئة حول ذات الموضوع دون أن يكون هناك رابط بين حديث الوزيرين وخطاب حالة الاتحاد الأخير الذي تبقت له أشهر معدودة في البيت الأبيض..
> مؤدي تصريح وزير الكهرباء والموارد المائية ووزير البيئة يصب في اتجاه التوسع في مجال الطاقة الشمسية، وسيتم ربط شرائح الطاقة لنسبة كبيرة من البيوت، لتوفير الكهرباء والطاقة للاستخدمات المختلفة، وتوجد تجربة جيدة في السودان في هذا المجال ستتطور بلا شك بمزيد من التوعية والعمل الجاد.
> وفي الأخبار زيارة لمسؤول إماراتي أشار فيها إلى تعاون الإمارات ودعمها للسودان في هذا المجال، ودولة الإمارت العربية المتحدة برغم ثرائها وقدرتها للحصول على الطاقة الكهربائية من المصادر الحرارية والنووية، إلا أنها تعد رائدة في مجال استخدامات الطاقة الشمسية، ولديها مشروع مع ألمانيا تعمل عليه من سنوات في هذا المجال..
> والشيء بالشيء يذكر، تذكرت إننا قبل سنوات، وكان المهندس إبراهيم محمود وزيراً للداخلية، ذهبنا معه وبرفقته وفد كبير ضم الأخ د.كمال حسن علي وزير التعاون الدولي الحالي، وكان يومها وزيراً للدولة بوزارة الخارجية، وعدد من قيادات وزارة الداخلية، لمقابلة الرئيس الإريتري أسياسي أفورقي وتسليمه رسالة من السيد رئيس الجمهورية تتعلق بالعلاقة بين البلدين وتنظيم تنقل السودانيين والإريتريين في البلدين بالبطاقة الشخصية، بعد المقابلة في القصر الرئاسي طلب الرئيس أفورقي أن نبيت ليلتنا في أسمرا، لكن رئيس الوفد اعتذر بلطف لارتباطات مسبقة له توجب عليه العودة الى الخرطوم، فأصر أفورقي على دعوتنا لتناول العشاء معه، على طاولة العشاء حتى موعد مغادرتنا الى المطار ومنه للخطوم، كان حديثه عن الطاقة الشمسية وضرورة وضع سياسات وبرامج لاستغلالها، وكانت لديه معلومات غزيرة ومدهشة وبالأرقام كأنه خبير متخصص في هذا المجال، ويتابع ما يجري في العالم بدقة عنها.
> موضوع الطاقة الشمسية كبديل وحل للاستخدمات الخفيفة في المنازل والمكاتب ولإضاءة الشوارع والقرى والأرياف والمدارس والمستشفيات والمراكز الصحية، يجب أن تكون مرحلة أولى وأولوية للدولة..