صلاح احمد عبد الله

حكايات من المزرعة.. الخاصة!؟!

* هي (خاصة).. وخاصة جداً.. مالكوها يفعلون ما يحلو لهم.. وبمزاج.. لا سلطات لأحد عليهم.. مساحتها كانت كبيرة ذات يوم.. ولكنها تناقصت بسبب التناوش والتهاوش لأسباب سياسية.. وحرب ونيران.. ما أبقت وهلكت الحرث والكثير من النسل..!!
* قد تكون المزرعة الخاصة.. بمساحة بلد.. سادتها يتحكمون في كل مفاصلها والعاملين بداخلها وقد يلهبون ظهور هؤلاء بالسياط.. إن تقاعسوا عن السمع والطاعة.. والجبايات أو الاحتجاج من قلة الطعام.. وكثرة العمل..!؟!.. أسيادها تقاسموا أركانها.. لكل منهم إنتاج.. وسلطة على من تحت (يده) من عاملين.. قد يكون الطرد أو (التهجير) من المزرعة.. أو التكفير.. لمجرد (التفكير) في طريقة للخلاص..!؟!
* تعالوا نقرأ ما ورد في مذكرات (البعض) عنها.. وأحوالها:
* (بعض) أراضيها الخصبة.. تم بيعها سكناً لعلية القوم.. بعد أن كانت تزرع بما لذَّ وطاب من المأكولات الزراعية وتربية الحيوان.. وأصبحوا يستوردون (الفول) الحبشي.. والطماطم الأردني.. والنبق الفارسي.. والتفاح عديم اللون.. والطعم والرائحة..!!
* مياه شرب السكان.. (والعاملين).. يقول خبراء البيئة إنها تلوثت بمياه الصرف الصحي.. تم نقل الخدمات الصحية إلى خارج المزرعة.. حتى يموت المرضى بهدوء.. بعيداً عن أعين السلطات..
* الأغرب.. أن بعض أصحاب (المزرعة العامة).. هذه.. لهم مزارعهم الخاصة جداً خارجها بعد أن استولوا بسلطتهم.. وثروة شعبهم على مساحات واسعة من الأرض.. لصالحهم..! مثل الوزير القوي وصاحبه (المالي).. رغم أن الوزير القوي هذا تم نقله الى جهة أخرى بها الكثير جداً.. من (السمن والعسل)..!!
* الكثيرون.. من أصحاب المزرعة الخاصة.. أصبحت لهم ثروات طائلة من بيع منتوجاتها.. كل يحتفظ بريعه ونصيبه.. لصالحه فقط.. وقد يمد يده إلى أموال غيره أحياناً.. وبذلك ظهرت الكثير من الاستثمارات الداخلية.. والخارجية (والنساء الجميلات).. مما يتطلب السفر الى الخارج أحياناً بغرض الراحة والاستجمام.. (والمساج)..؟!!
* هناك ركن خاص.. داخل المزرعة.. لغسيلها ونظافتها بعد كل مستلزمات العمل.. وغسيل ملابس.. ستائر. سجاجيد.. نظافة أثاث.. (وطشت) كبير جداً لغسيل الأموال..
* وأدوات (الغسيل) قد تأتي من الخارج.. كبلاد الشام من بعض نواحيها أو الساحل الفينيقي ويتم (الغسيل) الجيد ثم إعادته نظيفاً.. (طاهراً).. لبعض نواحي الخليج.. أو بحمله (المنضبط) الى بلاد الصقيع الباردة.. أو إلى صحراء (قوبي).. أو جنوب شرق بلاد النمور الآسيوية.. حيث يتم (استيراد) الكثير من البضائع التي تباع بأسعار فوق الطاقة رغم أنها في الغالب لا تصلح.. ولا تدوم طويلاً.. خاصة (نفايات) الملابس..؟!
* والمزرعة الخاصة.. هذه.. لها الكثير من المخالفات المالية والإدارية.. يشتكي دائماً منها مراجعها العام.. ومسؤول حساباتها.. ويقدم تقريره في نهاية كل سنة مالية.. لمجلس إدارتها ولكن الكل يستمع.. ولا مجيب.. حتى من (دهاقنة) القانون.. والعدالة..!؟!
* في بعض أطرافها.. ظهر البترول.. والذهب.. وبها مجارٍ مائية عديدة.. وعيون عذبة.. وبها الكثير من المزروعات والثروة الحيوانية بأشكال مختلفة.. ولكن ليس للعاملين بداخلها أي نصيب.. ولا أجر سوى (نذر) قليل. يقيم (الأود) بصعوبة.. بينما تكتنز خزائن (سادتها) بالعديد من الأموال من مختلف العملات.. حتى دواليب.. (غرف النوم)..!!
*.. فقر عمالها يسير في طرقاتها.. يصطادهم في أطراف المدن.. ولا حسيب أو رقيب عليهم سوى مولاهم.. وخالقهم.. سبحانه وتعالى..؟!!
* (بعض) كبار المسؤولين.. تركوا الإدارة.. وأوشكت (مزرعتهم الخاصة) على الانهيار.. انصرفوا للتجارة.. خاصة الذهب.. واستيراد المواد البترولية.. خاصة الغاز.. وتجارة الأراضي.. والعقارات الفاخرة.. والمزارع (الضاجة) بحياة الأساطير وألف ليلة.. وليلة.!! حتى تربتها مستوردة.. وأبقارها.. والكثير من مواشيها.. وأحواض أسماكها.. وزهورها..
* حتى (بعض) نساء كبار المسؤولين.. تسنمت المسؤولية.. أمراً ونهياً.. وتجارة وربحاً.. والويل والثبور.. وعظائم الأمور.. في انتظار من يعترض الطريق أو يقول (بِغِمْ) أو تلت التلاتة كام؟.. خاصة في الموانئ.. والمطارات.. ومراكز التخليص.. (الجافة).. هناااااك.. شمال هذه المزرعة الخاصة.. والكبيرة..؟!!!
* العمال.. داخل المزرعة الخاصة.. بدأوا يتململون.. ويضجون بالشكاوى فيما بينهم.. ورغم ذلك ينفذون تعليمات السادة بدقة.. وبصبر يفوق الخيال.. هم ينتظرون (ماذا) لا أحد يدري.. أو يدري ويكتفي بالصمت.. والنظر إلى الشرق.. في انتظار شروق الشمس..
* ولكن (أحدهم).. وبه شقاوة وعبث.. نصحهم بقراءة كتاب (مزرعة الحيوانات).. للكاتب البريطاني الشهير.. (جورج أوريل)..
* بعضهم أرسل في طلبه.. ونحن في انتظار الكتاب.. أو شروق الشمس..؟!!!
الجريدة

تعليق واحد