وهل رأيت قاتلاً يبكيه مقتول؟
(1)
< القضاء المصري المقهور يحكم بإعدام دكتور مرسي ودكتور بديع ودكتور القرضاوي رئيس وعالم وإمام (دفعة واحدة) ولم يبق لقراقوش إلا الحكم بإعدام النيل والهرم الأكبر والأزهر الشريف.
(2)
< خلافنا مع أيران خلاف مذهب وحادثة ورجل وخلافنا مع أمريكا دين وقهر واستكبار ورغم ذلك قررنا واخترنا أجندة العدو الذي لن يصالحنا حتى نشبع ملته التي لا يعرفها ولا نعرفها..
(3)
< الجنوب كله يحترق
الدينكا والنوير والشلك والاستوائيين ما بين قتيل وجريح ومشرد ومذهول.. بالمناسبة الاتحاد الأوربي ويوغندا يبحثان عن سكان جدد سكان لا يطالبون بالنفط ولا الماء ولا الحق في الحياة..
(4)
< منذ ثلاثة قرون للسودانيين وهم يستيقظون يبحثون عن الماء والقوت والدواء والحرب وينومون رهقاً من البشاعة والتعب والاستعمار ومن جديد يبحثون الوقاية عن هذه المهلكات ويجدون أن نعمة العيش الكريم قد أجفلت.
(5)
< مستثمر سألوه ساخرين وضاحكين عن السودان وعن مأساته فقال في منتهى الجرأة والله السودان ما في بلد في الدنيا مثله في قوّته وفي شموخه فأصابهم الذهول وقال كيف ذلك يا رجل؟
فرد في ابتسامة واثقة بلد منذ ستين عاماً يحتمل حكوماته وفساد خدمته المدنية ومازال واقفاً على قدميه فكيف لا يكون قوياً وشامخاً..
شكراً أيها المستثمر الصريح ولكنك نسيت الحرب والحفر والحرام..
(6)
< الصحف تخسر
والإذاعات تخسر
والقنوات تخسر
والحكومة سعيدة بكل ذلك حتى لا تجد صفحة وصوتاً وصورة لتنقل للشعب مشهد المأتم الكبير غير المحضور.. حكومة تحلم بأن تموت سراً وينتهي العزاء بانتهاء مراسم الدفن..
(7)
< من الذي أوصى السيد الحسن الميرغني بأن ذبح (الكديسة) في يوم المهرجان سوف يخيف قياداته المدنية من المثقفين، ومن الذي نصحه بأن الرضى للحزب الحاكم سوف يمنحه مقاعد أكثر وعملة أصعب وعمالة أرخص ولماذا لم يهمسوا في أذنه بأن الشراكة مثل الكعاب كلما تمنعن زدن فتنة وأزددن ثمناً (ولا مش كده يا دكتور بخاري).
(8)
< الحرب القبلية في دارفور رغم خروج تفاصيلها وقتلاها وسماسرتها ومنفذيها والممولين.. إلا أنها بكل البشاعة والقبح والغثيان تتوارى حتى أنك لا تستطيع أن تكتب عنها مرتين.
(9)
< إن كل والٍ في ولايته مدرسة بلا تجليس ومستشفى بلا معدات وأحياء بلا مياه وطرق بلا تعبيد ومشروعات بلا إعمار وأشجار بلا ثمار.. فإذا بعد كل هذا البؤس تجرأ واشترى لنفسه أو لوزرائه أو لقياداته المدنية سيارة جديدة فهو أما خائن أو مستبد أو فاسد أو كارثة لا علاقة لها بالمسلمين أو السودانيين أو الحضارة المروية أو الرواق السناري.
(10)
< أن تحب في هذا الزمان فهذا يعني أن تحمي من تحبه من الشمس وأن تهدي له وأن تكفل احتياجاته وعلاجه وأن تعالج أصدقاءه وأهل بيته وأن تهديه هاتفاً متقدماً لزوم التواصل.. وأن تبذل له الوعود القابلة للتحقق وا حر قلباه من هذا الحب الذي دخل السوق الأسود وأصبح باهظ التكاليف (وبالشيء الفلاني) ورغم هذا فللأسف لم يكن البديل المنتظر الحب العذري.
(11)
< أرسل لي أحد الأصدقاء الكبار في بحر الزهد من القاهرة الهدية التالية فأحببت أن أشرك الجميع في هذا الجمال قال الصديق
إن أبلغ وأصدق وأروع ما قيل في الحب
أبكي شوقاً إليك وأنت قاتلي
هل رأيت قاتلاً يبكيه مقتول
ولله در من أفاض وأجاد وقال
لولا مدامع عشاق ولوعتهم
لبان في الناس عز الماء والنار
فكل نار فمن أنفاسهم قدحت
وكل ماء فمن دمعٍ لهم جارٍ