لطيفة اللوغاني : خلك إتيكيت حتى في استخدام هاتفك النقال!
التهذب مع الآخر باحترام خصوصياته من خلق الرسول الكريم- صلى الله عليه وسلم، حيث أمر الرسول المسلم بطرق الباب على أخيه المسلم ثلاث طرقات فقط، حينما يأتي بيته، حتى لا يتسبب بإزعاجه، فكيف بوضع الاتصال الحديث من التواصل عبر الهاتف النقال؟ المتصل قد يفعل الكثير من السلوكيات غير اللائقة مع من يتصل به، التي تعكس مدى تحضره ووعيه، وممارسة تلك السلوكيات لا تدل على الاحترام أبداً، فالبعض يصل لمرحلة تجعلنا نشعر بأنه ثقيل بشكل لا يحتمل!
الإزعاج مرفوض تماما، والبعض يستخدم هاتفه النقال بطريقة خاطئة تعكس شخصيته، ولتكون إنسانا راقيا ومحترما عليك الابتعاد عن:
• الاتصال بأحد في أوقات غير مناسبة، انتبه للوقت قبل إجراء أي مكالمة، فمن غير اللائق الاتصال في الصباح الباكر، أو في ساعة متأخرة، وعليك التأكد في بداية المكالمة من هوية المتحدث، واستعداده للحديث معك في هذا الوقت!
• الاتصال بأحد بعد فترة انقطاع وتقول له (اشتقتلك).. لتطلب منه شيئا في الأخير!
• التحدث بصوت عال ومزعج، بل حافظ على نبرة صوتك الهادئة الجميلة، وأن تكون نبرة صوتك هادئة، وصوت التليفون نفسه هادئ، لا تسبب إزعاجا لغيرك، لأن التليفون النقال له ميكروفون حساس قادر على نقل الأصوات الهامسة وليست المنخفضة فقط، مع عدم اختيار رنة هاتف مزعجة، بل اختر رنة هادئة وأنيقة!
• إجراء محادثات حميمية أمام الآخرين!
• استخدام «السبيكر» (مكبر الصوت) أمام الآخرين، كي لا تحرج المتصل، وتزعج من حولك!
• تناول الطعام، أو شرب أي نوع من المشروبات أثناء التحدث، أو إصدار أصوات مزعجة من فمك!
• ترك النقال يرن كثيرا حتى الانقطاع، إلا إذا كنت تعلم أن صاحب التليفون بطيء الحركة ويحتاج إلى وقت طويل قبل الرد!
• تعمد إعطاء المتصل «مشغول» أثناء الاتصال، إلا إذا تلقيت اتصالا وأنت في ظرف معين، يمكنك وضع الجهاز على الصامت حتى الانتهاء من ذلك الظرف!
• الاتصال بنصف رنة ثم تغلق الخط، حتى يعيد المتلقي الاتصال بك، وكأنك تقول: تحمل أنت تكلفة المكالمة!
فهذا الأسلوب خرق فادح لقواعد الإتيكيت، فإن لم يكن رصيدك كافياً فاكتف برسالة تتضمن ما تريد تبليغ المتحدث به!
• الاتصال والإلحاح بشكل مستمر دون انقطاع، وكأنك تجبر الآخر على الرد، أو إعادة الاتصال من رقم آخر في حال عدم الرد على اتصالك من خطك، وكأنك ترغب في اختباره!
مثال قصير مزعج:
البعض يعطي رنة، وعندما يتجاهله الطرف الآخر، يقوم بإرسال رسالة «اتصل بي»، وحينما يصر على التجاهل، يتصل حتى يرد على الاتصال، وقبل أن يلقي التحية يسارع بقوله «أرجوك اتصل بي..»، ويغلق الخط قبل أن يسمع الرد بالقبول، وكأنه يضعه أمام الأمر الواقع! وهذا النوع من التواصل المبني على الاستغلال، ينم عن قلة الذوق وسوء الأدب!
• إرسال رسالة مليئة بمشاعر الحب والغرام بشكل مبالغ فيه، لشخص علاقتك به سطحية.. لن تكون رسالتك صادقة، بل على العكس إذا اخترت رسالة تحتوي على كلمات اشتياق لطيفة، أو على صداقة بشكل جميل، فستكون في مكانها المناسب وستصل كما تريد..
• الثرثرة بسبب ومن دون سبب، وترويج الشائعات والنميمة والقيل والقال، فمن الأفضل أن يكون شعارك في استخدام هاتفك النقال، خير الكلام ماقل ودل، فمن الأفضل استخدام الهاتف للضرورات فقط، أو للسؤال عن أحوال الأقارب والمعارف، دون الخوض في تفاصيل دقيقة!
• التحدث في الموضوعات الشخصية بصوت مرتفع، خصوصا إذا كنت تتحدث من العمل أو معك أي شخص آخر!
• لنفترض أنك أجريت اتصالاً هاتفيا أدركت أنك أخطأت في الرقم، فلا داعي أن تسأل الطرف الآخر من أنت؟ أو ما هو رقم هاتفك؟ بل عليك أن تلقي عليه السلام، ثم تسأل هل هذا رقم فلان فإذا أجاب بالنفي، عبّر له عن أسفك لإزعاجه، وأنك أخطأت في أحد الأرقام، وبالمقابل لا تبدي غضبك إذا رن الهاتف وكان المتحدث مخطئا في الرقم، بل اذكر له رقمك الصحيح، وتقبل اعتذاره، دون أن تزعجه بكلمات جارحة!
من الذوقيات العامة التي يجب مراعاتها أثناء الاتصال، أن تتصل مرة، وتتصل مرة أخرى كحد أقصى، وإذا لم يتم التجاوب معك فعليك ألا تكرر الاتصال، بل انتظر حتى يرد الآخر عليك، أما في حالة أهمية الأمر، فمن الممكن إرسال رسالة قصيرة، تشرح فيها الضرورة للتواصل، بدل ممارسة الضغوط على الآخر، وإجباره على الرد في ظروف قد لا تسمح بذلك!
• تسجيل المكالمات وتصوير بعض المواقف الجارحة!
• إنهاء المكالمة بطريقة تثير إزعاج الطرف الآخر!
حسن الظن هو الأهم في التواصل الإنساني، فعلى المتصل في حالة عدم الرد عليه، ألا يعتبر ذلك موقفاً ضده، أو محاولة لتجاهله، بل عليه أن يلتمس العذر للآخر، فالشخص لديه الكثير من الأسباب التي قد تجعله لا يرد على الاتصال، فربما يكون في حالة انشغال، أو يمر بظروف نفسية لا تسمح له بالرد!
اختراع الاتصال وضع للضروريات، وحتى يقرب الناس بعضهم ببعض، ويجب ألا يكون مصدر خسارات إنسانية وإزعاج دائم!