أسامة عبد الماجد : طه وقوش وزيادة الغاز
٭ طرفة قديمة تقول إن اثنين كانا ينظران للقمر، وتجادلا بشأنه، أحدهما يقول للأخر (دي شمس) والثاني يجزم أنه نجم .. واحتكما إلى ثالث كان (مزاجه رائق على الآخر)، فأجابهما إنه ليس من أهل المنطقة.
٭ تذكرت الطرفة مع مطالبة نائب برلماني مستقل بإسقاط عضوية قيادات برلمانية مرموقة أمثال علي عثمان محمد طه والفريق صلاح عبد الله (قوش) والدكتورين عوض الجاز والفاتح عزالدين بزعم غيابهم عن الجلسات لدورة كاملة دون عذر، مطالباً بتطبيق لائحة تنظيم أعمال المجلس الوطني الخاصة بضبط الحضور.
٭ وبدا لي النائب المستقل وكأنه ليس من أهل البرلمان، ولا يعلم أن النجوم – أقصد النواب – حاضرين أم غائبين، رغم أن مطالبته موضوعية من حيث الشكل، وإن كانت لا تخلو من كيد سياسي، بدليل أن النائب شكك حتي في نوايا المذكورين أعلاه، حينما قطع بأنهم لا يحضرون إلا الجلسات التي يشرفها رئيس الجمهورية، أو الحضور بهدف تمرير قانون .
٭ الجيد في مطالبة النائب هو طرقه لمسألة الحضور والغياب، سيما وأن عدداً مقدراً من النواب، خاصة من رجال الأعمال كثيري الغياب أكثر من طه وقوش، ليس عن المجلس بل البلاد بكاملها.. الغياب مسألة مزعجة ودليل على عدم إحترام النائب للسلطة التشريعية ولمواطني دائرته، أو لحزبه حال كان ضمن القائمة النسبية.
٭ أعجبني في صلاح قوش تصديه للنائب، حيث فند في حديث خص به الزميل النابه أيمن المدو تجدونه في نسخة اليوم مزاعم النائب، ووصف حديثه بأنه من نسج الخيال، وإن كنت استغربت لورود اسم رئيس البرلمان السابق الفاتح عز الدين ضمن المتغيبين، والذي يفترض أن يكون قدوة لغيره.
٭ أعجبني جداً الموقف النبيل الذي بدر من عضوة البرلمان عن المؤتمر الوطني مها فريجون والتي تقدمت بخطاب رسمي إلى رئيس البرلمان قبل أن تؤدي القسم، وتدخل (الفورمة)، أبلغته من خلاله اعتزامها التغيب لظرف خاص – شرحته بالتفصيل – في الخطاب
٭ ينتظر الكثيرون من البرلمان أن يضطلع بدوره، ويقوم بواجبه، ولعل هذة الصورة الزاهية التي يتمناها المواطن لن تُرسم على لوحة الواقع في ظل الحديث عن غياب نواب كانوا بالأمس يديرون دفة الحكم بالبلاد، والآن يديرون ظهرهم للبرلمان.
٭ وما أدراك ما الغاز
قبل سنوات تلقى فريق المريخ هزيمة مذلة، فما كان من الكاتب المريخي الراحل عبد المجيد عبد الرازق، والمعروف عنه الرصانة والموضوعية إلا وأن صبغ زاويته، – وهي بحجم هذه الزاوية – باللون الأسود، وكتب في نهايتها سطراً واحداً (لم تترك لنا شيئاً يامريخ لنقوله)، وبمناسبة زيادة الغاز، فكلام الليل عند وزير المالية يمحوه النهار، ونقول له (لم تترك لنا شيئاً لنقوله)