مزمل ابو القاسم

قضايا الصحافة

* أحسن اتحاد الصحافيين صنعاً بتصديه لقضايا الصحافة، وجرأته في مناقشة التحديات التي تواجهها مهن المتاعب، على الصعيدين الاقتصادي والمهني حالياً.
* استحق الاتحاد – بقيادة الزميل الصادق الرزيقي- ثناء قواعده، بحنكته في إدارة الأزمة الحالية، وشجاعته في مواجهتها، وجرأته في التصدي للواقع الكئيب الذي تعانيه الصحافة على كل الصعد حالياً.
* قد يسأل سائل: فيم الثناء، وما الداعي إلى التقريظ طالما أن الرزيقي ورفاقه يؤدون واجبهم، ويضطلعون بالمهام التي انتخبوا لتنفيذها أصلاً؟
* نجيب بأنهم أجادوا استشعار المخاطر المحدقة بالمهنة، وسعوا إلى معالجة مظاهر التعدي عليها، وعبروا عن نبض قواعدهم بسعيهم لوقف الإجراءات الاستثنائية التي تتعرض لها الصحف، ودعوتهم السلطة التنفيذية للاحتكام إلى الدستور والقانون في تعاطيها مع الصحافة، بخلاف مطالبتهم بعودة صحيفة (التيار)، بمعية رؤساء التحرير، الذين أقروا كل ما دعاهم إليه اتحادهم.
* تطرق الحوار الناضج والمسؤول الذي أداره الاتحاد مع قادة الصحف إلى التحديات الاقتصادية المتصلة بالتصاعد المتواتر في قيمة مدخلات الطباعة، وما تبعها من متاعب جمة تواجهها الصحف حالياً، للوفاء بالالتزامات الناتجة عن ارتفاع أسعار طباعة الصحف، تبعاً لتصاعد أسعار الدولار.
* هناك قضايا أخرى، تتصل بمساعي ترتيب البيت من الداخل، لإزالة الشوائب والهنات التي تكتنف الأداء المهني، وتطوير الممارسة، بالحض على الالتزام بقواعد وأصول وأدبيات العمل الصحافي، عبر ميثاق ممارسة مهنية، تمت إجازته توطئة لتوقيعه بوساطة رؤساء التحرير الأسبوع المقبل.
*ميثاق تقدمه الصحف، ويتواضع عليه حملة الأقلام طواعيةً، كالتزام مهني وأخلاقي يحكمهم أمام المجتمع والقراء، لا خوفاً من سلطة، ولا تجنباً لعقاب.
* المبادرة بإدارة حوار موضوعي وهادف وشفاف، لمناقشة التحديات التي تواجه المهنة بكل جوانبها، التحريرية والأخلاقية والمادية، تشكّل خطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح، لأن القضية باتت تتعلق بمدى قدرة الصحف على الاستمرار في الصدور، وما إذا كانت قادرة على البقاء، في ظل حالة الوهن التي تكتنفها حالياً.
* لم تغب القضايا المتعلقة بالحريات عن الجلستين اللتين عقدتهما قيادة اتحاد الصحافيين مع رؤساء التحرير، وتم خلالهما الاتفاق على جملة مخرجات، تستهدف معالجة مظاهر الفتور التي تكتنف علاقة الصحافة بالسلطة التنفيذية، سعياً إلى تجنب مواجهة، يمكن أن تكبد الطرفين خسائر لا يرغب فيها أحد.
* خطت الصحافة خطوة كبيرة إلى الأمام، ونتوقع من السلطة التنفيذية أن تحذو حذوها، وتتجاوب معها، وتؤمن عليها، وتكف عن التعامل مع الصحافة كخطر يستهدف وجودها.
* تصحيح العلاقة بين السلطتين التنفيذية والرقابية يجب أن يتحول إلى هم مشترك للطرفين، تقدر فيه الأولى أهمية الدور الذي تضطلع به الثانية، باعتبارها مرآة للمجتمع، وسلطة موازية، تعبر عن نبض المجتمع، وتستحق الدعم والتقدير، لا الحجب ومساعي التأديب، بانتهاج سياسة (الضرب تحت الحزام).
* سعت الصحافة واجتهدت لمعالجة نواقصها، لكنها لن تظل بمعزل عن الخطأ، لأن من يعملون فيها بشر.. معرضون للزلل، مثل من يتعاملون مع الصحف بمبدأ (الجمل ما بشوف عوجة رقبتو)!