منوعات

“حمّام التلات”.. عندما يبحث فقراء مصر عن الاسترخاء


شوارع ضيقة في منطقة ميدان “باب الشعرية” المليئة بالباعة الجائلين والمساكن القديمة، هي طريقك إلى منطقة “حمام التلات” التي أنشئت منذ مئات السنين في مصر، لتكون مقصدًا للعناية بالجسد والاسترخاء بالنسبة للأغنياء، ولكن مع مرور السنين تحولت تلك الحمامات لتخدم الفقراء.

تلك الحمامات مازالت تحافظ على هويتها القديمة سواء من خلال معمارها التراثي وجدرانها المنقرشة أو المكونات التقليدية المستخدمة، بجانب الأماكن المخصصة داخل الحمامات للترفية سواء عبر توفير المشروبات أو “الشيشة” وغيرها.

وتوفر حمامات التلات العديد من الخدمات التي تقدم في مثيلاتها من مراكز التجميل والاسترخاء الفخمة مع الفارق في الأدوات المستخدمة وأسعار الخدمة، حيث يمكنك الحصول على جلسة تشمل “التدليك” و”التكييس” و”الساونة”، بتكلفة لن تزيد على 50 جنيهاً (نحو 7 دولارات).

ومن أشهر الحمامات الشعبية في القاهرة: حمام عوكل، الملاطيلي، الأربع، التلات، ولن تجد اختلافاً كبيراً بينها سواء في الخدمة المقدمة أو في السعر، فبمجرد دخولك إلى أي من الحمامات الموجودة بالمنطقة ستجد في استقبالك عاملاً يرحب بك، وبطلب منك خلع حذائك وملابسك الخارجية، حيث تدخل إلى غرفة كبيرة في وسطها نافورة قديمة وعدة غرف، لتبدأ رحلة الاسترخاء والاستجمام.

المغطس
المغطس لفظ مصري شعبي يعني “الحوض العميق”، وهي غرفة مغلقة يوجد بها حوض عميق مليء بالماء الساخن في جو مغيم بالبخار لتجلس فيه بضع دقائق قبل أن يطلب منك العامل في الحمام الانتقال إلى غرفة مجاورة بها حوض ماء بارد لتجلس فيه لبعض الوقت، لتعد بعد ذلك للحوض الأول لتكرر تلك الخطوة نحو 3 مرات.

والجلوس في المغطس بهذه الطريقة من شأنه أن يشعرك بالاسترخاء التام بعد أن يصاب الجسم بصدمة بسبب الانتقال من الحوض الدافئ للبارد، كما أن الماء الساخن من شأنه أن يذيب الخلايا الميتة الموجودة على الجلد لتكون جاهزاً للمرحلة التالية.

التكييس
عقب خروجك من المغطس تجد في انتظارك “المكيساتي”، وهو عامل يرتدي في يديه قفازين خشنين مثل “الليف” مصنّعان من “خف الجمل”، ويطلب منك الاستلقاء على وجهك ليقوم بفرك ودعك جسمك بقوة لإزالة الخلايا الميتة، ويكون ذلك بسهولة لأن تلك الخلايا تكون بالفعل قد ذابت بفعل الحرارة في المغطس.

لتجده عقب ذلك يطلب منك النوم على ظهرك ليستكمل عمله، قبل أن تعود لوضعك الأول لتجده يفاجئك بدعك وجهك ورقبتك بقوة لتنظيفهما، ولا نخفي عليك أن تلك الخطوة هي الأكثر ألماً.

التدليك

بعد المعاناة والألم اللذين ستشعر بهما في التكييس تأتي الخطوة المفضلة لدى الكثيرين وهي “التدليك”، أو كما يسمى في مراكز العناية الفخمة بـ”المساج”، ولكن لن يستخدم المدلك أنواعاً ثمينة من الزيوت وأدوات التدليك وإنما سيكتفي بـ”صابونة” في يديه.

فيفرك يديه بالصابون حتى تمتلئان بالرغاوي قبل أن يطلب منك الاستلقاء على بطنك ليبدأ تدليك جسمك بالصابون، بدءاً من الرقبة وحتى إخمص القدمين، قبل أن تنقلب على ظهرك ليكرر نفس التدليك.

الاستحمام
لك الخطوة هي الأخيرة في رحلة الاستجمام والراحة في “حمام التلات”، حيث تدخل غرفة مخصصة للاستحمام وإزالة الصابون وبقايا الجلد الميت من على جسمك، قبل أن ترتدي ملابسك مجدداً لتخرج من الحمام نشيطاً ونظيفاً بأقل سعر ممكن.

هافينغتون بوست