عبد العظيم صالح : اليوم مسيخ
التفاصيل اليومية أصبحت «مسيخة» و«مرهقة» و«مكلفة» و«مضطربة» أمس كاليوم وغداً كأول أمس لا شيء بل رتابة و«جدل» و«دجل» ووعود و«أمنيات بعيدة» ورغبات مستحيلة. حياة أصبح فيها كل واحد يمسك بخناق الآخر. لغة المصالح هي الغالبة وكلام القروش والشيكات و«العملات» و«أكلني» و«أكلتو» هي الغالبة وسيدة الموقف.
الحياة اليومية مرهقة وعيشة الناس أصبحت شيئاً لا يطاق.. المرض «هد الحيل» وحكومة عاجزة عن فعل شئ لمواطنيها. الأمر فوق الطاقة «كل الناس تشكي وتبكي – «العندو» و«الماعندو» الفئة الأولى مستمرة في كنز المال والفضة والذهب والفارهات تسندها طربيزة سلطة «صديئة» وموات الضمير والأخلاق وعندما تتحدث عن الفساد وممارساته بالأدلة اليومية الدامغة ينبري لك من يقول إنها ترتيب أولويات»..! وعندما تحدثه أكثر يقول لك ماذا فعلت أنت للفقراء والمساكين من حولك «تضحك من البكاء لأنك أصلاً لم تبتعد عن هذه الفئات!! والفئة الثانية تبدأ يومها بالمعاناة وتنوم على وسادة التعب وتتقلب فوق جمر الألم «والأمل».
أتمزق كل يوم وأنا أسمع مئات القصص اليومية عن المرض وعن الجري واللهث وراء الأطباء والعيادات الخاصة ومكاتب الدولة العصية على الاستجابة لا فرق بين مشفى عام وخاص فالكل يتلذذ بإهداء هذا وذاك طائفة جديدة من الآلام والعلل والأمراض!!
أتعذب كل يوم وأنا استلم كل يوم أوراقاً مختومة ومزركشة «وممضية» باللغتين العربية والإنجليزية وصاحبها يدور ويدور بحثاً عن العمل والوظيفة التي تسد الرمق وتستر الحال في زمن كل شيء في ترحال نستلم الأوراق ونطبطب فوق الكتوف مع حزمة من الخطب والمواعظ بشد الأحزمة وممارسة فضيلة الانتظار لجودو الذي لن يأتي!
üهذه المساخة مقصودة في ذاتها وهناك أيدي خفية وربما مجهولة تسعى وتجتهد لتجعل تفاصيل الحياة اليومية بهذه الدرجة من والإرهاق والارتباك!!