بخاري بشير : عندما تتقاصر (الرؤية) عن المقاصد!!
< كشف سفير السودان بالولايات المتحدة عمر دهب عن زيارة ينفذها في هذا الشهر الى السودان مسؤول أمريكي رفيع المستوى؛ وتصدر هذا الخبر عناوين صحيفة أخبار اليوم الصادرة الأحد.. وبحسب متن الخبر فإن المسؤول الأمريكي المعني هو مدير وكالة التنمية الدولية بالولايات المتحدة؛ وأورد الخبر أن سفير السودان بواشنطن التقى كمال حسن علي وزير التعاون الدولي للتشاور والتنسيق حول زيارة المسؤول الأمريكي. < دهب أكد ان زيارة المسؤول الأميركي تأتي للمشاركة في العيد الخمسين لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي مكتب الخرطوم الذي يمثل كل منظمات الأمم المتحدة في السودان؛ وزاد دهب بقوله ان برنامج الأمم المتحدة الإنمائي له اسهامات كبيرة في السودان ومن المتوقع أن يتولى كل المهام بعد خروج بعثة الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة (اليوناميد) من دارفور؛ بخصوص سد الثغرات الإنمائية في الإقليم. < حتى هنا الخبر أكثر من عادي؛ وطالما زارتنا وفود أمريكية واحتفلنا بها وفرشنا لها (الورد)؛ ولطالما حصدنا التجديد المستمر و(الروتيني) للعقوبات الأمريكية المفروضة علينا؛ والتي ظلت باقية ومتجددة منذ العام 1997م؛ ما يعني استمرارها لـ (19) سنة كاملة دون انقطاع. < أما غير العادي الذي ورد في الخبر وجاء على لسان السيد السفير (دهب)؛ هو قوله إنه التمس (إشارات ايجابية) من رئاسة المنظمة في نيويورك تجاه السودان يمكن الاستفادة منها خلال الفترة المقبلة؛ السفير لم يشرح (الإشارات الإيجابية) ولم يحدد (ملامح) هذه الفائدة المرجوة التي يمكن أن نستفيد منها من (إشارات المنظمة الأممية). < لكن تحليل ما وراء الكلمات وحديث السيد السفير؛ يجعلنا نقول إن الإشارات الايجابية من رئاسة المنظمة الدولية جاءت في إطار (العقوبات)؛ وفي تقديري أن قول السفير «يمكن الاستفادة منها في الفترة المقبلة» يشير من طرف خفي الى (رفع العقوبات). < هذا حديث الدبلوماسية؛ الذي يتقنه السيد السفير عمر ونعتقد أنه لولا اتقانه للدبلوماسية لما جلس على كرسي السفارة؛ لكن السؤال المهم (هل تجدي الدبلوماسية في التعامل مع أمريكا؟)؛ وهل نجح السودان (دبلوماسياً) في تعاطيه مع أمريكا؟ < وللإجابة على السؤال يمكن أن نتجول في (حصيلة) التعامل الدبلوماسي مع أمريكا في السنوات القريبة الماضية؛ وماذا جنينا من هذه السياسة؟.. أقول بملء الفم إننا (فشلنا) تماماً في كسر حاجز العقوبات.. برغم ما قدمناه من تنازلات بدأت مع (نيفاشا) ولم تنته بالتعاون في إطار مكافحة الإرهاب؛ ولم نتلق من الجانب الأمريكي غير (الوعود). < الأعجب و(الأغرب) من حديث السيد السفير حديث الأستاذ كمال حسن علي وزير التعاون الدولي فقد قال (إن عدداً من الشركات الأمريكية أبدت رغبتها للدخول في الاستثمار بالسودان في عدد من المجالات التنموية)؛ وأردف إن وزارته باتت مقتنعة بجدوى الحوار والجلوس مع كافة الجهات المانحة والمستثمرة من أجل بلورة أهداف معينة تساعد كل الأطراف للإستفادة من خيرات السودان المتنوعة. < ولماذا تستفيد امريكا من خيرات السودان يا حضرة الوزير؟ وهي السبب الأول في فقره الذي يعاني منه حتى الآن؟.. أليست أمريكا سبباً مباشراً في إنهيار كل (المشروعات القومية) في السودان؟