عبد المنعم مختار : البرتقالة والرحيق
والبرتقالة انت
الله يا خلاسية
يا حانة مفروشة بالرمل
يا مكحولة العينين
يا مجدولة من شعر أغنية
محمد المكي ابراهيم حينما نشعر بالظمأ يقدم لنا الرحيق «طازجاً» في اكواب زجاجية ملونة.. يقدمه عبر دلالات طاااعمة دون ان يرسل لنا رقاع الدعوة..
ولكن هذا التماهي في توصيف حالة وجدانية يجعلنا ندخل حانته ونرتوي بذلك العصير مع احتفاظنا بالفرز ما بين الرحيق والبرتقالة
يا وردة باللون مسقية
بعض الرحيق أنا.. والبرتقالة انت
يا مملوءة الساقين اطفالاً خلاسيين
يا بعض زنجية
وبعض عربية
وبعض اقوالي أمام الله
هذا السرد الساحر يجعلنا نعتز بتلك «الافريقية» التي تمرق بين الاوراق مثل امطار شتوية استوائية تتنزل ما بين الماء والبرد في طبيعة تسكنها الخضرة وتتقافز بين اغصان أشجارها الظباء.. والغزلان..
من اشتراك.. اشترى فوح القرنفل
من انفاس أمنية
٭ لم أدرك ان تجارة الأمنيات تحتمل هذا العطر الفواح الذي وضعه شاعر احلامه الباسقات يقدمها لنا «بالجرورة».. ولم أفهم أن ثمن الجراح والانفاس يساويان في القيمة والمقدار وما بين البائع والشاري يفتح الله.
أو السواحل من خصر الجزيرة
او خصر الجزيرة من موج المحيط
وأحضان الصباحية
هذه «الجغرافية» تستوعب ازدهار المشاعر و«اخضرار» الوجدان في شواطئ الأمصار وهي تتوالد مع النهارات.. وارتعاش الفراشات
في المدن المغسولة بالوهج والنضار من اشتراك اشترى للجرح غمداً
وللأحزان مرثية
من اشتراك اشتري
مني ومنك
تواريخ البكاء.. وأجيال العبودية..
هذه الرمزية المعجونة بماء الشجن.. تعلمنا ان دموعنا الحرة لا نستطيع ادخارها من قهر العبودية.. ولكن نبكي لندع حزن المواجع يتدفأ في اجفان يتطاير منها الدخان واعواد الصندل.
من اشتراك اشتراني يا خلاسية
فهل أنا بائع وجهي وأقوالي أمام الله
هذا الاعتراف الضمني المفضي للتساؤلات المفتوحة، كفيل بوضع القناعات أمام لحظة ايمانية.. تستدعي الضراعات وشرط كفاية ان السؤال لغير الله مذلة.
لا ندري كم تساوي لهفة ود ابراهيم على واقع يتطلب الاعتراف والشفافية ولكننا نشعر ان اوجاع الوطن لا تقبل المساومة بالحبيبة .. لأن من يعشق الوطن يعشق الحبيبة..
أنا «ارتهن» خوفي في سبيل ان تضاء مصابيح الاشراق في كوة وطن حدادي مدادي..
ليسألوا
فستروي كل قمرية
شيئاً من الشعر
عن نهديك في الأسحار
وليسألوا
فيقول السيف والأسفار
ولم ندرِ نحن ماذا نقول.. ولكن المبدع محمد المكي قال هزي إليك بجذع النبع واغتسلي من الحزن.