عبد الكريم عوض الخضر : مواقف سودانيين .. تثلج الصدور
مابين الفينة والأخرى تظهر انجازات جديدة بل وتضحيات تعتلي منصات الاجتماعات العالمية – الأجنبية منها والعربية – بل وتُسلط عليها الأضواء ، فما حدث في حادثة مكة الأخيرة تمت مناقشته في اجتماعات الملك سلمان بن عبدا لعزيز برفقة وزراء المملكة وأمرائها ، وحينها كان الأمر متداولا في جميع وسائل التواصل الاجتماعي ، فما حدث ضرب فيه الحجاج السودانيون أروع أمثال الإنسانية والتضحية والقيم الطيبة ، وغيرها من المواقف النبيلة التي تثلج الصدور ، فعرف الشعب السوداني عالميا بالأمانة وطيب المعاملة ، ونشرت مواقع التواصل الاجتماعي عدة مرات عمليات استرداد لمبالغ مالية لأصحابها فكانت الأمانة أقرب التعابير التي أفصحت عنها وسائل التواصل الاجتماعي ، كذلك دور العلماء الذي ظهر مؤخرا في دول العالم الخارجي وتناولهم لقضايا البحث العلمي ، ففي حسبان العلماء بمثابة انجاز علمي مستحق لطموحات شاكت طرقها أمام مناقشتها في بلادي ، ومهدت الوسائل عالميا لترى النور والتقدير والفائدة المرجوة مادية كانت أو معنوية فهي بمثابة انجاز عكسي.
كل هذه المواقف الطيبة جعلتني أسرد تلك الكلمات في حق شعب مبدع رافع لهاماتنا لتزيد ثقتنا في مقدراتهم العلمية والعملية ، فقبل يومين أستشهد الشاب السوداني كامل حسن اثر جروح بطلق ناري من قوات الاحتلال الإسرائيلي بعد طعنه لجندي يهودي بسكين حتى قتله ، وظهرت صوره على مواقع التواصل الاجتماعي مفترشا الأرض لتعطر برائحة دمائه الطاهرة ، رافعا يده وأصبعه للسماء في صورة تؤكد استشهاده وطلبه للشهادة من رب كريم ، فبشراه والله ومن فوض أمره لله لن يخذله.
هنيئا لك الشهادة شهيد الشباب كامل حسين فو الله خلقت لتدخل الجنة ، وما ذلك عند ربك ببعيد.
المواقف السودانية السمحة تزيدنا شرفا وتعزز الثقة في دواخلنا ، ونزداد يقينا بأن أمة السودان ما زالت تمشي على بساط الخير لم ولن تحيد عنه إلي رصيف الهلاك ، شرفنا في الدنيا أن نفتخر بكم شموع بلادي أينما توقدون فأنتم عزنا وعزوتنا.
بقلم : عبد الكريم عوض الخضر