حسين خوجلي

إتكاءة للقراءة والتدبر..!!


٭ تراب الجوهرة وطفلة:
٭ بعد كل مقال مقلق أكتبه أحس برهق وتوتر وتخرج بعض الكلمات والألفاظ عن طورها وأتعجب لذلك .. إلا أن الذي أراحني ما قاله لي شاعر العراق الكبير عبد الرزاق عبد الواحد فقد قال لي أن بدر شاكر السياب كان رائعاً في خلق الشعر وإلقائه وفي الخطابة ومخاطبة الجماهير إلا أنه حين يعود إلى جلسات الرفاق والأصدقاء بعد كل مخاطبة جماهيرية أو ليلة شعرية كان يعود متوتراً وبذيئاً وسليطاً كان باختصار لايحتمل.
لأنه كان يخرج (جوهرته) ولا يبقى فيه غير نفايا المشاعر أو (التفل) بالسوداني وبقية التراب والأوشاب صحيح أننا لسنا في قامة وموهبة بدر شاكر السياب ولكن الكتابة اليومية تأخذ منك الكثير وتبقي هذا القلق غير النبيل اضطررت مرة أن اعتذر لطفلتي في غلطة وهى تطاردني بالأسئلة الصعبة بعد مقالة مقلقة لم تتحدث الصغيرة وانسحبت ولكنها لدغتني بنظرة لا تنسى.. وحكيت لها بعد حين وهي إبنة الرابعة آنذاك حكاية بدر شاكر السياب فحفظتها جيداً ونسيت قضية ما يتبقى من تراب الجوهرة !!! ولكي لا يصبح إسماً مجردا حفظت علي يدى:
عيناك غابتا نخيل
ساعة السحر
أو شرفتان راح ينأى عنهما
القمر
ولم أقرأ عليها حفار القبور ولا غريب على الخليج ولا جيكور.. لأن صغيرتي وبدر لو رأوا بغداد الآن لأدركوا أن الشر قادر بعبقرية على تدمير المباني والمعالي والأماني دفعة واحدة.
٭ فقه الخوف:
٭ قال له في السبعينات هل كانت البنات يلبسن زياً ساتراً قال: بل كن يلبسن زياً معقولاً تحت مؤثرين ليس لحديث أسماء أي اعتبار فيهما مجموعة تسدل خوفاً من قبح السيقان ومجموعة تسدل خوفاً على جمالها ..
ولذا فإن الحصيف هو الذي يخلق هذا التحالف البراجماتي ما بين الاخلاق والمصلحة أو قل أنه (فقه الخوف من والخوف على) .
٭ آخر حكاية سمعتها في بيت عزاء :
أن أحدهم ماتت شريكة حياته فعاد (للطلاقة) والانطلاقة مرة أخرى والتأمل وألغى وزارة ماليته الخاصة .. نسابته وأصهاره ملأوا عليه البيت يوماً وأبدوا رغبتهم في (تعويضه) فانتفض صارخاً: تعويض ليه هو كان زواج ولا تأمين !!!
٭ ولوردي ألحان:
الغروب يسألني عنك
أمسياتنا في شوق إليك
والرمال الناعمة مشتاقة
لمشيك
الطيور الراحلة في ضل المسا
بتسأل عليك
كيف تفارق الضفة
والنيل هان عليك
والله مشتاقين
وله أيضاَ:
كل الطيوب الحلوة
يا مولاتي..
والجيد الرقيق
واللفتة والخصل
اللنامت فوق تسابيح
البريق
وخطاكى والهدب المكحل
وفتنة التوب الأنيق
ألحان لكل الذين كتبوا عن وردي لماذا لا تسألون ولا تحاورون التيجاني سعيد وتغرونه بالأوبة.
٭ أقوال وثرثرة:
٭ إن أمة لا تقرأ بشراهة لن تستطيع أن تحقق الحد من الحلم والتطلع ناهيك عن العمل.
٭ والمجئ للعمل في «بعض» المصالح الحكومية من أجل «البوش» والثرثرة وقتل الوقت وحل الكلمات المتقاطعة وانتظار الراتب.. ماذا لو قامت الحكومة بتسليم «الفصل الاول» للعاملين في تلك المصالح تسليم مفتاح حتى لا يغادر الكرام بيوتهم فيسببون أزمة في المواصلات والإتصال والتواصل ويتعرضون للاستباحة.
٭ بعض الرجاء:
أستمتع حين تتاح لي الفرصة بمشاهدة بعض برامج التلفزيون التي تستضيف بعض الرموز والنجوم.. وهذا الاستمتاع مرده لأن الشاشة تجلب لك ما كنت تتمناه وتتمنى أن تقع عينك عليه من المواطنين أصحاب التجربة ولكن أغلب هذه البرامج تدور في محيط القشور والملاحظات و(الانترفيو) والإتكيت ولا تدلف مباشرة لتجربة المستضاف ولا تستبطن معرفته.. إن أغلب ضيوفنا في أدوات الإعلام يظهرون فقط للمنجهة والظهور ولا أرى أبداً أن ضيفاً خرج من الأستديو وهو يتصبب عرقاً مع أننا في بلاد تتصبب عرقاً منذ الأربعينيات.. بالله عليكم ناقشوا القضايا وأطرحوا تجارب العلماء على الناس وثقفوا المجتمع بالمواقف .. لقد كرهنا اللقاءات الساذجة التي لا تخرج من (ظرافة) (بيتنا نور).
٭ بين الدبارة والبصارة:
٭ كان أساتذة الأدب بأم درمان الأهلية يطالبوننا في حصة المكتبة عليها الرحمة أن نختار من حقول الأدب والتراث أقوالاً أو أشعاراً ومآثر مقالة ومشهورة وبعد المطالبة بالإختيار وتبريره يطالبوننا باختيار (عناوين صغيرة) لكل أثر.. ومن أوراقي القديمة كنت ألقي وألاقي بعضها وعلى عمق بعضها ونحن في الصبا وسذاجة بعضها رغم ذلك أبقيتها.. فقد كان ذلك زمان للقراءة والإختيار والتدبر فهل أبقى الخواء والدماء للسودانيين إتكاءة للقراءة والتدبر وأجمل من التدبر عند السودانيين «الدبارة»..
فكيف الدبارة والغرباء يريدون المرأة والحمارة!! وهذه قصة في أدب السودانيين العالى شهيرة ومحزنة ولست في مقام روايتها ولن أكون، خاصة إذا طلبت منى بصيرة وحبوبات هذا الزمان فهن شحيحات بالأقاصيص أو بالأحرى لا يعرفنها ولن..
٭ إهداء:
الولد البدور في قفاهو ما يتشنف
يحجم قجة اللشق الطويل ومقنف
إما يجيب رضا السمتانة ما يتحنف
ولا أم روبة لا حولين تكوفتو مصنف