حسين خوجلي

وليت الذي بيني وبينك عامر

سياسة
< كل أبناء العالم العربي والاسلامي الذين تخرجوا من أرقى الجامعات الأوربية والأمريكية في أحدث طرق التخصص العلمي في التقنية والاقتصاد وادارة الاعمال والطب عتادنا لمدلهمات الليالي والذين كان من المؤمل أن يبدأوا حركة الاستثنارة الجديدة في العالم العربي والاسلامي استدرجهم الغرب الماكر لمدن مهجورة بالشام والعراق وأخريات وبعد أن يتأكد من أنهم دخلوا في جحر الضب الخرب أمطرهم بالقذائف واللهب المكثف القاتل.. ثم يخرج بياناً تافهاً عن فناء الارهابيين ولا أحد يستقصي فيكفي أن تقول إنهم من النصرة أو داعش أو القاعدة. المهم أنهم من أبناء الاسلام الجدد والمهم أنهم استئصلوا قبل أن يعيشوا في سبيل الله. أقتصاد < امتلأت البوادي بالأنعام أبقار وجمال وأغنام، لم نحسن لها النسل ولم نقم لها المزارع ولم نحسن الترشيد ولا التوسع ولا التصدير فماتت ثورة الثروة الحيوانية في مهدها. وهربنا صوب الزراعة فلم نحسن الدراسة ولا التمويل ولا التسوية ولا التقاوي ولا الحصاد ولا التصدير ولا التصنيع الزراعي ولا الادارة ولا الارشاد.. فبارت وبادت الزراعة وأصبح الرعاة والزراع من أحباب الهجير والهجرة. وهرولنا صوب النفط وقد يسرنا عسير الدراسات واستقطبنا العلماء واستجلبنا التمويل الصعب واسلسنا الكفاءات من الداخل والخارج. فلما استوى وصار مشروعاً لصالح السودان الكبير.. قسمنا ثلث السودان (بالمجاني) وملكنا الثروة للذين يقاتلوننا بها ويقاتلون بها أنفسهم. وجاء دور الذهب الذي بعثرنا فيه الذي على الأرض والذي تحتها بطريقة عشوائية ساذجة فما عرفنا هل هذا هو الموجود أم أن هذا هو المفقود وان صحت وصدقت التجربة الروسية فان الخدمة العامة والتمر المسوس والفساد السياسي والشره الجديد وشح النفس القديم سوف يبدد الثروة مهما كانت ضخمة وممتدة. بصراحة نحن سلطة ودولة وشعب نجيد علوق والبعثرة. بالأمس ذهبت الثروة الحيوانية وبالأمس ذهب الزراعة وبالأمس القريب تبدد النفط بل تبددت الأرض وفي القادم القريب سوف نبدد المعادن.. وغداً يصعد شاعر القبيلة على بقايا تراب التنقيب العشوائي وينشد على تلة من (الكرتة) قالوا ذهب الذهب الأبيض وذهب الذهب الأسود وذهب الذهب الأصفر قلت فليذهبوا غير مأسوف عليهم فهم ليس أكثر خلوداً من المذابح والحضارات. فن وفن < أهديته الملهمة بصوت التاج مصطفى وكلمات وألحان ود الريح وأهديته هذه الصخرة بصوت العاقب وشعر مصطفى عبد الرحمن وأهديته عيد الكواكب بصوت الشفيع وكلمات وألحان ود القرشي وأهديته الوصية كلمات ود حد الزين والحان برعي محمد دفع الله وغناء الساحر الموسيقار محمد وردي وأهديته ضنين الوعد لصديق مدثر والكابلي وقلت له كانت هذه افراحنا عندما كنا نجيد القراءة والاستماع وكان الريف في قمة تموضعه والمدينة في قمة كبريائها وكانت سبل كسب العيش بالعقل (والضراع الأخضر) ليست بالفهلوة ولا بالفلهمة ولا بالتهافت. مثل وكارثة < استمع اليهم ملياً وهم يعددون اسباب أزمة دارفور وتداعياتها وهو يحدق ولا يعلق وعندما أرهقوا حناجرهم طالبوه برأي فقال باختصار هنالك مثل سوداني يقول (سادر العد باكل القد) والعد هو البئر البعيد المسافة والبعيد القطف والقد هو اللحم الجاف القليل الفائدة، وعندما جفت دارفور من (العد) بكسر العين اصبح القد بكسر القاف ينال بالنهب والكلاش. باختصار (السياسة ماء) ومن الماء جعل الله كل شيء حي. فأعيدوا مياه الجريان لتعيدوا دارفور العنفوان. تشكيل وزاري < في غالب الأحايين تعيّن الأحزاب الحاكمة كوادر وزارية حسب المتاح والترشيحات الصفوية والمغلقة فتكتشف بعد فترة أنها اختارت كوادر غير مؤهلة وأنها بجهلها وطمعها ضد الحزب وضد الشعب فما رأيكم في اختيار كوادر صالحة من غير انتماء وانها لن تقف ضد الشعب وإن وقفت ضد الحزب فبالحق والحقيقة لن تفقد ثغراً ولن تخسر عزيزاً وإن اصر (الغلاة) على رأيهم فان تجنيد الاذكياء بالتحييد أمر يجيده (العقلاء) وإن قل العدد في هذا الصدد لأن الأمر أمر دين وأمر وطن. كاشا والجنوب < مؤكد أن السيد والي جنوب السودان الجديد عبد الحميد موسى كاشا قد شرّق وغرّب في بحر أبيض القديم وقابل من قابل وصادق من صادق وقاطع من قاطع وامتلأ جرابه بالنصائح الصحيحة والملغومة وزار المدن والقبائل وحدثوه عن السكر وبخت الرضا ومظالم الدويم وارتباك ربك ومواجع كوستي التي كادت ان تصبح أم دبيكرات لولا كرامات الخليفة وظريف المدينة.. المهم أن كاشا أصبح والي جنوب السودان وهو مرمى حجر السلام والكلام والزندية والمدفعية وبهذا يحتاج الرجل للاعانة فهو في ثغر مثل (الحدث الحمراء) عند سيف الدولة والمتنبئ فان كان هذا البقاري (الحدق) غافلاً فايقظوه وإن كان يقظاً فاعينوه بالمال والرجال والنصيحة فنحن لا نرغب في فقدان الجنوب الأول والثاني مرتين وهو لا يرغب في العودة للضعين. همسة < السودانيون يرغبون في الإنتاج والقراءة والتدبّر والخشوع والابتكار ولكن الثرثرة لا تسمح لهم بهذه الفضائل!!!. برنامج < قال لي ما هي نظرية حزب السودانيين الاجتماعية قلت له دعوا الرجال يتزوجون النساء بأي كيفية وبأي وضع يبقى من يبقى ويطلّق من يطلّق ويحتمل من يحتمل ويعاودون الكرة.. واجعلوا الاستثمار في الريف بلا ضمانات إلا ضمانات الجدية لتعود القطية ويعود الصريف في رفقة الخريف والبلاد أم سعادة لا أم سِعِد ويتكاثر الأطفال والصبيان فإن الكثرة تنجب التنافس والذكاء كما هي في الصين والهند، والفقر الذي لو كان رجلاً لقتلناه أفضل بكثير من الحرام والعافية درجات ومن قبل فكل هذه البيوت العجفاء أخرجت كل هؤلاء النابهين والمستهبلين الذين يتحدثون عن فضائل البنجر ومصائب الجندر. ومن الهدايا < العشاق والمحبون كثر ولكن أكثرهم خشوعاً ورقّة هم الواقفون في غمرة الليالي والناس والطير نيام والأرواح ما بين القرآن (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله) والأعين عامرة بالأدمع والحنايا تنشد في شفافية فليتك تحلو الحياة مريرة وليتك ترضى والأنام غضاب وليت الذي بيني وبينك عامر وبيني وبين العالمين خراب إذا صح منك الود فالكل هين وكل الذي فوق التراب تراب