حسين خوجلي

الديك بين حوار ود المهدي وجوار مركز فيصل الثقافي


* ظل الشعب السوداني العريق يقاتل منذ خمسمائة عام وظل الجيش السوداني المعاصر يقاتل منذ مائة عام..

وظل الانفاق من أكثر دماء الشعوب حرارة ونظافة والق.

صحت في وجه الاستعمار القديم والجديد والناس نيام

أيها الخونة

الآن فقط رفقاً بالخيول المتعبة

ليس من أجلنا ولكن من أجل الإنسانية التي تنتظر شعباً في عبقرية السودانيين وعراقة كوش وسنار.

* بكلمات واثقة وكتمان محسوب يظل بنك السودان يضخ ويضخ قرابة المائة وأربعين مليون دولار والأربعين مليون درهم للدواء وما زال الضخ مستمراً من أين لا أحد يدري فهذا سودان العجائب كلما أدخلوه (بحمد) خرج عليهم (بخوجلي)

السودان بلا قطن ولا نفط ولا قمح ولا وعد ولا تمني يتغنى ببداية الفيض المهول.. أباطرة الدولار مازالوا في مرحلة الزلزلة والزلزلة مرحلة تسبق الانهيار خاصة إذا علمنا تساؤلاتهم المشروعة من الذي يقود أنبوب الفيض الدولاري عبد الرحمن حسن أم عبد الرحمن بن عوف؟

* مازالت روضة الحاج صامدة وهي تتحف المدن والشهور والعيون الطموحات (بالسمراء) إصدارة صقيلة وجميلة وهي ترفل في ثياب الأنس واللسان المليح والطلاقة.

هل هذا يا ترى من كرامات الشعر أم القاش أم نون النسوة أم نون النخوة أم نون النفاسة حين يتساقط برميل النفط أمام برميل النهر بالضربة القاضية.. سادتي القراء مجلة (سمراء) بكل عنت الإصدارات التي نعرفها هي شجرة تفاح مثمرة تتحدى تطرف السافنا الفقيرة.

* إن جنودنا البواسل لم يحرروا جبل مرة فقط بل حرروا ألف مرة البرتقال والشلالات وإنسان دارفور الطيب المسالم الذي لم يمنحه سماسرة الحرب الفرصة لينسج شال العزة هدية لكتف الشرف الذي لم تهده (جبخانة) الزيف.. ولأن الشعر حمال للمعاني والدموع فسوف تنهدل على رمال الوادي أغنية الولد العصي على العصبيات وهو ينشد بالجراري وأخواتها

أوامر وين كوامر وين

البتحمينا العديل والزين

* فجأة انتقلت أسواق الجمهورية والأفرنجي وقلب السوق العربي وبعض مفاخر الأفراد من المعروضات إلى (مدينة الرياض) ترفل وتزدهي ولا تبالي.. وصار شارع المشتل زينة المحال والمصارف والمعارف والأموال التي (تقدل) من كل أنحاء العالم ووسط البنكنوت والعطور والثياب والتفاتات الحسان (والزحمة) الفيها الرحمة ضاع مركز بنك فيصل الثقافي (في الرجلين) فضجيج السيارات والناس والذروة لم يجعل هنالك إتكاءة لندوة أو كتاب أو راحة لشاب أو شابة أو طفل أو طفلة يبحثون عن استراحة للذهن وإعمار للذاكرة وقديماً قالوا إن شر الأماكن أسواقها..

ولأن الدنيا قائمة على البدائل فاننا نقترح أن يضم بنك فيصل مبناه هذا الأنيق الى مجموعته الاقتصادية صرافة مركز استثمار مركز تدريب لكن على شرط وهذه تحتها ألف خط شرط أن ينشره إلى أربعة مجمعات ثقافية لصالح الغبش مركز ثقافي في أمبدة وواحد في الكلاكلة وآخر في الثورة والأخير في الدروشاب والبقية تأتي.. حيث هنالك الناس يحتاجون حقيقة للثقافة وللكتاب ولصالات الإطلاع وللماء البارد وللابتسامة ولو كانت على عجل.

والمصارف تحتاج لدعوات المساكين لا لحجارتهم وطوبهم على شرفاتها الزجاجية

يا إدارة بنك فيصل إن كان مركز فيصل الثقافي في الرياض يقع في باب المندوبات فإن وجوده في أمبدة يتصدر قائمة الواجبات..

أما ما ينفق على الشقق الخمسة المرفقة مع المركز للإدارة والتزيد في الطنافس والرياش والنظافة البذخية العابرة للقارات والتكييف وإيجار بيوت الجيران لسيارات الكبار والمولد الكهربائي فإنها تضيف مركزاً جديداً بالحاج يوسف به مكتبة للشباب من الجنسين ومصلى وقاعة تدريب ومهارات وهول لرياضة البنق بونق والشطرنج

أصحاب المصلحة الحقيقية هناك والرياض مثقلة بمكتبات الأجهزة الذكية.. وأخيراً لا يملك الهتاف غير فضيلة الافصاح بالله عليكم أعيدوا المراكز الثقافية للأحياء الشعبية وأعيدوا فرع الحرفيين لمزاولة نشاطه من أجل أسرة مكتفية وحارة مكتفية وريف مكتفي وأصحاب مهنة في اليد ضد غوائل الدهر ووعثاء الفقر وللحديث بقية وشجن.

* الأنس والحوار والحكايات حول صحن (بوش) ليس فيه لذة النكهة ولا كمية الشبع يقطعه المساكين وهم يطلقون تسالي الكلام حول المريخ والهلال من باب إزجاء الوقت وتفريغ الهواء الساخن

الحديث حول الهلال والمريخ بعض من قيد الإحباط المتسلسل في أغوار الحياة السودانية الرتيبة.

* يبدو أن السيد مبارك الفاضل المهدي قد قرر أن يملأ بحواراته الجادة كل الصحف السودانية ويأخذ نصيب ابن عمه الإمام وهو هناك في عزلته المجيدة.. عزيزي مبارك هذا حقك المتاح وحق الوالد عليه الرحمة في الدائرة والجهد والظل الذي أرتضاه في شمم وترك للآخرين الأفياء.

* أصدق سياسي في المعترك هذه الأيام سيادة الديك حين صرخ قائلاً في قلب الخرطوم

يا هؤلاء

لا يسمع صياحي

إلا أهل اليقظة!!!