مقالات متنوعة

خالد حسن كسلا : تغيير الخطاب لتصدير الذهب

> في عام 1997م كانت واشنطن تستند لفرض عقوبات على السودان إلى الدعاية السياسية التي كانت تصور السودان دولة راعية للإرهاب، وتهدد بالتالي مصالح الولايات المتحدة الأمريكية في الخارج.
> وحتى الآن لم يتغير هذا الخطاب بالداخل الأمريكي.. وهنا المشكلة كامنة طبعاً. ولذلك فإن تصدير الذهب لاقى أمامه موضوع العقوبات الجائرة التي تلاشت ظروفها المولدة لها ابتداءً.
> والمطلوب الآن هو أن تمتد ذراع الإعلام السوداني طويلة لتصل الداخل الأمريكي.. ليكون مهيئاً لتغيير الخطاب السياسي المذكور بخطاب آخر يصحح صورة الدولة السودانية في أذهان الأمركيين في الدوائر المؤثرة على صناعة القرار.
> الداخل الأمريكي، هل يعلم أن في السودان البعيد عنه وعن علمه سفارة أمريكية تدل على وجود علاقات دبلوماسية أمريكية سودانية؟.
> إن اللوبي الصهيوني في الكنجرس الأمريكي مثلاً، يلعب بورقة تضليل الشعب الأمريكي.. ولن يتحمس لتوضيح أن الدولة السودانية نفسها أصبح شأنها شأن الولايات المتحدة الأمريكية تحارب الإرهاب وتتضرر منه.
> واللوبي الصهيوني ليس بوسعه تقديم شهادة حق وحقيقة لصالح دولة تناصر بوعي القضية الفلسطينية التي يترأسها ملف الإرهاب اليهودي ضد الفلسطينيين.
> فكل المشكلة في الخطاب الداخلي هناك.. ولابد من تغييره بتخطيط إعلامي ذكي..وبنظرية إعلامية ثاقبة .. وهذا ممكن طبعاً.. ولن يصعب إلا على غير المؤهلين ممن وجدوا حظاً في إدارة المؤسسات والوزارات ذات الصلة..الذين يحسبون أنهم يحسنون صنعاً.
> وصناعة الإعلام الرسمي هي بالدرجة الأولى ليست لعكس انجازات الحكومة.. أو للرد على الخصوم..إنما هي في عصرنا هذا لتوضيح الصورة الصحيحة للدولة.. خاصة أن هذا العصر فيه «مرفعين» اسمه الولايات المتحدة الأمريكية ولبوة اسمها إسرائيل.
> لقد بذلت الحكومة السودانية جهوداً جبارة في اتجاه إعادة الوضع الدولي للسودان بحيث تعامله دول الاستكبار وعلى رأسها واشنطن على ذات الأساس الذي تعامل به جيرانه على الأقل.
> لكن واشنطن وإسرائيل تنظران إلى جيرانهما على أنهم دول الطوق )التطبيعي( حول السودان.. وقد أصبح الطوق حول إسرائيل ناعماً بعد اتفاقية كامب ديفيد، لكن هما يريدان طوقاً تطبيعياً خشناً حول السودان، حتى يقترب نحو التطبيع مع دولة الاحتلال اليهودي.
> إذن.. ننتظر خطة إعلامية حكومية ذكية جداً تقود إلى تغيير الخطاب الأمريكي الداخلي حول السودان.. فقد تغير كل شيء وعادت البعثة الدبلوماسية الأمريكية.. وهي الآن تنعم بمستوى أمن واستقرار لا تجده في أغلب الدول إذا لم تكن كلها.
> الرهان على عمل إعلامي رسمي.. يساعده إعلام مستقل وطني.. لأن هناك سلوكاً سياسياً سيئاً من بعض المعارضين السودانيين، يركب به أصحابه موجة عقاب الشعب السوداني بالحصار الجائر.
> وهو جائر لماذا؟.. لأن الظروف والمعطيات الحالية تختلف تماماً عن تلك التي فتحت شهية واشنطن واللوبي الصهيوني والآخر الصليبي المتطرف والثالث العنصري لدعم قرار الحصار.
> عام 1997م كان قبل المفاصلة وقبل اتفاقية نيفاشا وأبوجا والدوحة، وقبل الفترة الانتقالية الطويلة بموجب اتفاقية نيفاشا.. وقبل استفتاء الجنوبيين حول تقرير مصيرهم.. فلماذا يستمر الآن بعد كل هذه التطورات، ما كان قد صدر في ظروف مختلفة جداً؟.
تصحيح:
> ذكرنا بالأمس هنا أن)ملتقى ومعرض السودان الدولي للمعادن( ستقيمه الشركة السودانية للموارد المعدنية التي يديرها السيد /هشام توفيق..وهي تابعة لوزارة المعادن ويترأس مجلس إدارتها وزير المعادن السيد / أحمد كاروري .. والصحيح هو أن الملتقى والمعرض المذكورين ستنظمهما الوزارة نفسها ممثلة بالسيد الوزير.. وذلك في الأيام من الثاني والعشرين إلى الرابع والعشرين من الشهر الجاري..
والله ولي التوفيق.
غداً نلتقي بإذن الله.