مقالات متنوعة

معاوية محمد علي : القنوات الفضائية .. يا الحكومة


ونحن نتابع الإعلانات التلفزيونية التي تروج لحفلات يوم غد الأحد ، في إشارة إلي (يوم الحب) المزعوم ، دعونا نعود مرة أخري ونتحدث عن أزماتنا المجتمعية ، نبكي أحياناً ونتباكى أحايين، نذرف الدموع ونسرف في الحديث عن هذه الأزمات ،ندبج المقالات ونهدر الساعات ثرثرة في البرامج التلفزيونية والإذاعية وتارة في المنتديات، وننسى (أو نتناسى)، ونفتقد للشجاعة في الحديث عن أس البلاء، وهو للأسف الشديد بعض قنواتنا الفضائية التي حسبناها (فزعة) فأصبحت (وجعة)، فالكثير من هذه القنوات هي التي تروج للكثير من المظاهر السالبة التي ضربت المجتمع، وهي الأرض الخصبة التي تحتضن بذرة هذه المظاهر وهي التي تتيح الفرص لبعض فاقدي الأهلية والموهبة من المغنيين والمغنيات والمذيعين والمذيعات الذين يتأثر بهم وبمظهرهم المراهقين من الجنسين، فتتحول أزياؤهم الخليعة إلى موضة وسط الشباب.. وتنتشر ظواهر أخرى بعضها يعف القلم عن ذكرها ،وحتي لا تتهموننا بالمبالغة ندعوكم لمشاهدة الكثير من حلقات البرامج التي تقدمها بعض قنواتنا الخاصة لتشاهدوا حقيقة ما نقول وتشاهدوا كيف يتمايل الجنسان وكيف يتبادلون النظرات والإبتسامات والإشارات،وتشاهدون كيف يرتدي الشباب (السلاسل) ،غير حلقات ترويج لما يسمي بعيد الحب ، مثل هذه الحلقات تتكرر وباسوأ من ذلك
هي أمور قد تبدو عند البعض ثانوية.. وقد نكون في نظر البعض (كالديك الذي لا يعرف الوقت)، ولأن هناك من يقول إن الوقت ليس وقت مثل هذه المواضيع ،مع أنها أمور حياة وأمور تحدد وجهة بوصلة المجتمعات ومستقبلها.
لن نكون كمن أيجتر الحديث في (الفاضي) ولن نكتفي بلفت الأنظار التي (إحولت) من كثرة ما لفتناها ، ولن ننظر للفيل ونطعن في ظله ، ولكننا نقولها صراحة دون مواراة أو تورية، إن المسؤولية تقع على عاتق مديري هذه القنوات ومديري البرامج بها، لأنهم من بيدهم الأمر، وهم من يحددون من يقدمون والذين لا يقدمون وكيف يقدمون.. وهؤلاء رعاة يجب أن يراعوا الله في رعيتهم التي هي نحن المشاهدون ونزيد بالقول إن القنوات الفضائية هي في كثير من الأحيان تحدد هوية المجتمعات، وبالتالي يجب أن يكون من يقف على رأسها القوي الأمين على المجتمع وعلى البيوت التي تدخلها هذه القنوات بلا إستئذان ، كما أن الدولة يجب أن تكون حاضرة ولا تترك الحبل على الغارب لهذه القنوات، حتى لا يغرق المجتمع في وحل (لا اجد له اسما)، وبعد ذلك نبكي على الماضي كما نبكي عليه الآن ، فجهات الإختصاص بالدولة هي المعنية في المقام الأول بما يحدث، وهي من بيدها أن تضع الحد وتكتب السيناريو الأخير من هذا المسلسل متواصل الحلقات .)