بخاري بشير : (المعارضة).. ونظرية (الوصاية) الامريكية!!
< حملت تصريحات الخميس حديثاً للقوى المعارضة تقول فيه إنها ترفض الوصاية الأمريكية وتؤكد أن رهانها على الشعب السوداني في حملاتها الرامية لإسقاط الحكومة كما تقول عن طريق الانتفاضة الشعبية والمعارضة السلمية. < ما ذهبت اليه المعارضة الداخلية حلم مشروع ينتاب أي سياسي يعمل من خلال حزب منظم له قياداته وهياكله ونشاطاته وقاعدته؛ بغض النظر عن مدى تأثير هذا الحزب من عدمه على خارطة العمل السياسي.. وما قاله أبوبكر يوسف الناطق الرسمي باسم المعارضة يأتي من هذا الباب. < وهو حديث مشروع يأتي في إطار التدافع بين الأحزاب والقوى السياسية؛ وكما معروف أن هذه القوى تتدافع في كل المنابر المتاحة طالما أن السلطة القائمة فتحت الباب للأحزاب أن تمارس نشاطها العلني. < الغريب في حديث الناطق الرسمي باسم المعارضة هو التعريض بالموقف الأمريكي الأخير الذي جاء على لسان بريستون ليمان المبعوث الأمريكي السابق لدولتي السودان وجنوب السودان والمستشار بمركز دراسات السلام الأمريكي. < ويلخص الموقف الأمريكي في دعوة المستشار لتحالف قوى الإجماع الوطني وحثها للتخلي عن فكرة اسقاط النظام من حساباتها.. وذهب الناطق الرسمي باسم المعارضة أبو بكر يوسف أن دعوة ليمان تطور خطير في سياسة واشنطن تجاه المعارضة السودانية. < وقال يوسف في حديثه لصحيفة (الأهرام اليوم) الخميس الماضي انهم كمعارضة يرفضون أي شكل من أشكال (الوصاية) وأنهم يعتمدون في تغيير النظام على الشعب السوداني ولا يعتمدون على الأمريكان أو المجتمع الدولي. < يوسف وصف دعوة ليمان بـ (التحول الخطير) في سياسة واشنطن تجاه المعارضة.. ويفهم من هذا السياق أن أمريكا قبل أن (تتحول) هذا التحول الخطير بحسب يوسف كانت تدعم المعارضة وتقف الى صفها والآن (تحولت). < ويقول الناطق الرسمي باسم تحالف المعارضة في نهاية تصريحه لـ (الأهرام اليوم) أنهم كمعارضة ليسوا في حاجة لوصفة أمريكية أو دولية لتحدد لهم خياراتهم وأكد أن واشنطن لا تدعم المعارضة الآن.. كل هذا يعد حديثاً مقبولاً وفي إطار (الشحن المعنوي). < لكن السؤال الذي يفرض نفسه؛ هل أمريكا الآن تدعم الحكومة السودانية؟.. وماذا يصنف السيد الناطق الرسمي المحترم باسم المعارضة العقوبات الاقتصادية الأمريكية القسرية على السودان؟ والتي استمرت زهاء الـ (23) عاماً؛ حيث ظلت تتجدد كل سنة منذ 1997م. < هل تدعم واشنطن السودان؟ وقد وضعته في قائمة الدول الراعية للإرهاب كل هذه السنوات؛ برغم ما حدث من تقدم بشأن التعاون المشترك في مكافحة الإرهاب؟.. وهل تدعم واشنطن السودان وهي تنكص عن كل عهودها ووعودها التي قطعتها قبل توقيع (نيفاشا)؟ < هل استمرار أمريكا وهي توجه بعثتها في مجلس الأمن حتى بالأمس القريب برفع مشروع قرار جديد يقضي بوضع (الذهب السوداني) ضمن قائمة الحظر الأمريكي؛ هل هذا الاستمرار دعماً للسودان في نظر الناطق الرسمي؟ < خاضت المعارضة السودانية كل معاركها السياسية والعسكرية ضد حكومة الخرطوم وهي (خاضعة) للوصاية الأمريكية و(قابلة) للدعم الأمريكي؛ وهذا حديث معلوم للجميع؛ ولن يصدق أحد خلاف ذلك؛ لمجرد تصريح صحفي للناطق الرسمي باسم المعارضة.