محمد وداعة : ود ابراهيم ..عسكريون فى الحركة الاسلامية!
العميد (م) ود إبراهيم وعلى صفحات (الصيحة) الغراء، أدلى بإفادات جريئة وخطيرة، العميد الذي كان أحد قادة آخر محاولة إنقلابية معلنة ضد الانقاذ، سيادته لم يبد غاضباً وإن إختار عبارة قوية في، وصف، أن الحاكمين الآن ليسوا هم الحركة الاسلامية، مؤكداً أن (80%) من الاسلاميين إما على الرصيف أو هاجروا. العميد شدد على إنه أحد دعاة التغيير السلس بعيداً عن القوة، مشيراً، الى أن بعض الظروف قد تستدعي التغيير عن طريق الإنقلاب والقوة. السيد العميد دعا الى تأسيس نظام انتقالي بالبلاد يعمل على إعادة السلطة التي وصفها، بـ(المغتصبة ) للشعب، وقال إن (الفشل بات حليفاً للانقاذ)، محملاً هذا الفشل للمؤتمر الوطني، متهماً الحزب الحاكم بالتخلي عن الجنوب في مقابل الحفاظ على السلطة، وقال (إن غياب المحاسبة والصدق كان أحد اسباب تفشي الفساد مما استدعى وقوع البلاء على أهل السودان، وحول علاقته بالمؤتمر الوطني قال (انه كان مؤتمر وطني ليوم واحد، بتوقيعه على المذكرة التي طالبت بالإصلاح)، وأضاف بصيغة الجمع، (أما علاقتنا بالحركة الاسلامية فهي ممتدة، بحكم أن الحركة الاسلامية هي قبل المؤتمر الوطني)، وفي تفسيره للحديث بصيغة الجمع قال، (نحن المجموعة الذين تم إبعادنا من القوات المسلحة ومن الأجهزة الاخرى في إطار نداء التصحيح)، مؤكداً على تنكر الحاكمين للحركة الاسلامية، هذا بلا شك يعيد للأذهان الشكوك حول تطابق وضع القوات المسلحة مع الدستور الانتقالي لسنة 2005 تعديل 2015، وما هي حدود هيمنة الحركة الاسلامية عليها، وكيف يتسق هذا الوضع مع إعترافات كبار الضباط الذين يتقاعدون بانتمائهم للحركة الاسلامية، مع النص صراحة في قانون القوات المسلحة لسنة 2007 في المادة 5(1) على أن(القوات المسلحة قوات نظامية قومية التكوين، احترافية وغير حزبية، تتشكل من السودانيين الذين تنطبق عليهـم شروط الإلتحاق بها دون تمييز بسبب الجنس أو الدين أو العرق)، وليس بعيداً، تعيين الفريق عبد الرحيم محمد حسين والياً لولاية الخرطوم ورئيساً لحزب المؤتمر الوطني بالولاية.. وكثير من النظاميين تولوا مناصب سياسية رشحهم لها حزب المؤتمر الوطني وهم لا يزالون في الخدمة، هذا يقود الى التساؤل عن مدى التمايز، أو الفرق بين الحركة الاسلامية والمؤتمر الوطني، في ظل شغل أمانات الحركة الاسلامية من ذات الأشخاص الذين يشغلون أمانات المؤتمر الوطني، وفي وجود إزدواجية انتماء قيادات الصف الأول في الحركة والمؤتمر الوطني، أما أكثر الدلالات على عدم وجود مسافة، أو فرق بينهما فهي رئاسة الرئيس البشير للحركة الاسلامية و المؤتمر الوطني في آن واحد.