رأي ومقالات

سروال محمد سعد وفستان هيفاء وهبي و(الشقاء الجنسي)


إحتشاد المعنيين بالصحافة والإعلام مع المختصين في الهيئة المستقلة لإدارة الإنتخابات في ورشة عمل واحدة مناسبة نادرة جدا وغير مسبوقة في بلدي الأردن.
رغم ذلك إكتفى تلفزيون الحكومة بتغطية باهتة وتألقت محطة «رؤيا» بمتابعة تفاصيل التفاصيل وقدمت وجبة دسمة عن ما حصل من مناقشات.
شاركت مع عشرات الزملاء بتقديم ورقة عمل وطالبت – كالعادة- بأن تفرض هيئة الإنتخابات التي لا مخالب لها في الواقع سطوتها على غرف العلميات والحكام الإدارييين حتى نستطيع التحدث عن إنتخابات نزيهة.
أعيد التكرار: ما لم تستطع هيئة الإنتخابات إقتحام جميع غرف العمليات خلال عملية الإنتخاب وإعمال مخالبها بكل من تسول له نفسه العبث لن تطوى صفحة تزوير الإنتخابات ولن تتغير الإنطباعات.
الفيلم الهندي الطـــويل بتاع العبـــث بالنــتائج يحصل حصريا في غرفة العمليات.. دون ذلك نطحن الهواء ونغلف الغبار.
ضع دائرة على الجواب الصحيح
قـــررت لأسباب تفهمها القيادة – أقصد أم العيال طبعا – التدقيق في حـــركة بـــؤبؤ عين وزيـــرتخطـــيط بلادي، الذي نتـــبادل وإياه مشاعر سلبية غـــير ودية الدكـــتور عمـــاد فاخوري وهو يحـــاول الإجابة على سؤال على طريقة «ضع دائرة والإختيار من متعدد» طرحته مذيعة برنامج «ستون دقيقة».
بح صوت الفاخوري وزميله وزير العمل نضال قطامين ومعهما الصديق رئيس اللجنة المالية في البرلمان عبد الرحيم البقاعي وثلاثتهم يمجدون إنجازات مؤتمر لندن حول مساعدة اللاجئين السوريين، ختمت أختنا المذيعة بالسؤال، الذي يصلح في العادة لمسابقات المواهب «.. هل أنت متفائل.. متشائم.. متشائل؟».
سؤال قنبلة.. أشك شخصيا في قدرة أي مسؤول على إعلان التشاؤم أو حتى التشاؤل على شاشة تلفزيون الحكومة بعد الترويج الكثيف لقصة النجاح في إصطياد تضامن العالم مع المملكة إثر مؤتمر لندن… مختلف أصناف الإتهام جاهزة لقصف أي متشائم لأن النغمة اليتيمة المسموحة ومن باب التسحيج ليس أكثر إشاعة التفاؤل.
وحده الفاخوري ومن لغة العيون حاول تحفيز الذات قبل وضع الدائرة على أي جواب وبين أسطر كلماته يمكن إستنساخ الشكوك تحت قاعدة «علينا أن نعمل وبجد وبقسوة حتى نقنع العالم بالتعاون معنا».
أنا شخصيا أقــــولها بصراحــــة: متشائم وثقتي بالفــــريق الحالي ضعيفـــة، لأنه دون مســــتوى المبادرة والإخــتراق الملكي، وأشارك الفاخوري قلقه لأن الرجل أعلن برخاوة عن تفاؤله.
سروال محمد سعد
ما الذي ينقص نجم الكوميديا المصري محمد سعد حتى يقتحم عالم الإستعراضات الفضائية بصورة فجة وسطحية تعتمد على الإضحاك فقط والكلمات السوقية والإبتذال مع كل جرعات وإيحاءات الشقاء الجنسي.
أعــترف بـــأن محمـــد سعـــد في أفــــلامه السينمـــائية كـــان يضحكنـــي، لكنه لم يفعل فــي الحلقـــة الأولى من برنــامج «وش السعد» على «أم بي سي»، حيث يرتدي الرجل سروالا ويطلق مفردات نابية على الشاشة وتجامله هيفاء وهبي ضيفته الأولى بفستان طويل جدا كـ«المعتاد» يصل لحد أذنيها !
لست ضـــد الضحـــك والكوميديا ولا ضـــد برامج المنوعـــات بما فــيها تلك التي تسرق أمـــوال المغلفــين عبر التصويت الهاتفي.
لكني ضد الإبتذال في الكوميديا وضد إنتقال أي نجم من أداء ناجح إلى آخر أقرب لمغامرة.. محمد سعد كوميديان تجاري موفق ومضحك.. لماذا يفكر في عرض مسابقات وإستعراض قدراته كمذيع يرتدي لباسا داخليا فقط وإستضافة نجمات لديهن مشكلة مع القماش؟!
ما فعله سعد ببرنامجه الجديد أقرب لمطرب الرومانسية فضل شاكر عندما قرر ومن باب الضجر الإنضمام لمدة عام واحد للإرهاب.
يبدو أن حمى النجومية والجدل تدفع بعض الفنانين لإرتكاب أي حماقة من أي نوع وفي أي وقت لإثارة أي جدل أو نقاش استقطابا للأضواء.
مايا وهي تسأل العرب
ويبدو أن «أم بي سي» تلعب بأوراق اللباس القصير والفاضح وهي تستقطب مرة المعلم «بوحة» ومرة مايا دياب في برامج إتصالات هي عبارة عن مصائد مغفلين، لكنها هذه المرة محاولة متقدمة لمعالجة ملف الشقاء الجنسي.
باختصار مايا دياب مطربة لها لون وكانت معقولة، لكنها آخر من «يسأل العرب».. محمد سعد كذلك آخر من ينبغي عليه إقناعنا بأن سرواله الداخلي الطويل الذي يستر مؤخرته الرشيقة المتراقصة يصلح لبرنامج يعتمد على حركة الأرداف عند رجل هذه المرة.
الحجة مايا عرفناها كمغنية دلوعة تعشق في أغانيها دوما عشرات الرجال.. كانت موفقة، لماذا تقرر التحول إلى مقدمة برامج وهي لا تستطيع تقديم ولو عبارة واحدة على طريقة مواطنها جورج قرداحي باللغة العربية الفصيحة… من يسأل العرب عليه إجادة العربية ببساطة.

بسام البدارين
القدس العربي