د.روضة كريز : علاج العقم من عمق التاريخ
يعتبر الفستق الحلبي من أقدم أشجار المكسرات استخداما منذ القرن السابع قبل الميلاد، ويقال إن ملكة سبأ (شيبا) منعت الناس العاديين من زراعة الفستق واعتبرته حكرا على الطبقة المالكة وحدها، كما جعل ملك بابل القديمة من أشجار الفستق جزءا لا يتجزأ من الجنائن المعلقة التي كانت تعتبر من عجائب العالم القديم، وكان آنذاك يستخدم أيضا لعلاج وجع الأضراس أو الأسنان والكبد.
وقد عرف الفستق بهذا الاسم نسبة لمدينة حلب التي كانت تتغنى بزراعته، والوحيدة في العالم التي اشتهرت وتخصصت في هذه الشجرة ونماءها دراسيا وإنتاجيا.
وقد جاء ذكر الفستق الحلبي في كتب المؤرخ اليوناني والعالم النباتي الذي ولد في قليقيا في سورية دياسقوريدويس العظيم، وجاء اسم الفستق باليونانية آنذاك «بيستاكيا»، وتلفظ أحيانا «فستاقيا»، لكن انتشاره كما يبدو تم من سورية في اتجاه العالم الحديث.
وقد قام القنصل الروماني في دمشق لوسيوس في عهد الإمبراطور تابيريوس، بنقل شجرة الفستق الحلبي إلى إيطاليا لأول مرة، كما قام بنقلها إلى شبه الجزيرة الأيبيرية (إسبانيا والبرتغال) فلاكوس بومبييوس، ويعود تاريخ زراعتها إلى 3500 سنة قبل الميلاد، ومن ثم نقلها أهل بلاد الشام إلى كاليفورنيا في نهاية القرن 19.
والتاريخ الأصيل لهذا الدواء الطبيعي يجعلنا نؤمن بفعاليته العجيبة ويفتح لنا بابا جديدا للأدوية الغذائية الغنية بالمنافع، غير أن الكثير منا لا يعرف أهمية الفستق الحلبي للصحة وخاصة للقلب وسلامته، وأنه يعمل على خفض مستوى الكوليسترول الضار، ويرفع مستوى النافع منه، فيمنع الترسبات على جدار الأوعية الدموية، كما أنه يحافظ على سلامة الأمعاء والقولون من السرطان، لما يحتويه من مضادات الأكسدة النشطة (Vit. A & E) والألياف النافعة التي تذوب في الماء؛ فيعالج النفخة والإمساك والبواسير والقولون العصبي ويساعد على إنقاص الوزن.
والفستق يحتوي على كمية وفيرة من ب6 الذي يحافظ على سلامة الأعصاب ونقل الأحماض الأمينية إلى الدماغ، فيزيد من الانتباه والتركيز وينشط الذاكرة. كما يساعد في إنشاء هرمونات الهدوء والسعادة «السيروتونين» و «الأدرينالين».
الجديد في الموضوع هو آخر الدراسات التي أثبتت فوائد الفستق في علاج العقم وزيادة الإخصاب وعلاج العقم، وأكدت لنا تلك الدراسة الأخيرة في جامعة أتاتورك التركية، أن بضع جرامات من الفستق الحلبي يوميا كجرعة دوائية (نفس الكمية بنفس الموعد) تؤخذ يوميا لثلاثة أسابيع تعمل على حل مشكلات الضعف الجنسي وتحسن الانتصاب والرغبة الجنسية، وتزيد من الإخصاب، وعند النساء تزيد من الرغبة والسعادة وتعالج البرود.
فإذا تم نقع 250 جرام من حبوب الفستق الحلبي النيئ + 100 جرام من بذور دوار الشمس (منزوع القشر طازجا) في 500 جرام عسل صافي، وأخذت يوميا على الريق 2 ملعقة كبيرة صباحا ويتبعها كوب ماء، وفي المساء قبل النوم بثلاث ساعات 2 ملعقة؛ فإنه سيعمل على تحسين الانتصاب والإخصاب، ويحسن من صحة البروستاتا عند الرجال.
الملفت للنظر أنه عند نقع الفستق ولب بذر اليقطين بعد تفتيته (في ماكينة البهارات)، ثم نضيف إليه 100 جرام من بذر الكتان المطحون كانت النتيجة أسرع وبالأكل أمتع عند الجنسين.