هاشم كرار : أولمرت.. كلامه ليس للرياح!
الدولة الظالمة، لن ينصرها العادل.
لا نصر ولا انتصار، إلا بإقامة ميزان العدل.
أبعد هذا كله، تتساءلون: لماذا تنتصر إسرائيل في كل مرة علينا، وبدلا أن نعترف ونصلح من أنفسنا نلتف على انتصاراتها، بالتسميات التي تقلل من فداحة هزائمنا.. التسميات من شاكلة: «النكبة» و«النكسة»!
«كل حزيران، وأنتم بخير»!
وكل فبراير، وإسرائيل من ديمقراطية لديمقراطية.. من درس نتغافل عنه، وكل ربيع عربي لنا، إلى موات!
الدرس: كان ايهود أولمرت، أمام المحكمة بتهمة الفساد، في لباس المتهمين البرتقالي، وهو الآن يدخل السجن مطأطئ الرأس، يابس الريق، مثقل القلب، والإدانة: الفساد.. ومحاولة عرقلة القضاء!
للتذكير- ونحن أمة كثيرة النسيان-: ايهود أولمرت هو رئيس وزراء إسرائيل الذي ترأس الحكومة، بعد البلدوزر المتوحش: شارون.
18 شهرا، وأولمرت سيكون وراء القضبان.
القضبان؟
– أي أولمرت.. ماذا تريد أن تقول، وأنت الآن، مجرد سجين، وراء القضبان؟
أريد أن أقول كلاما مهما (ليت الرياح التي تهب باتجاه العرب لا تذرو منه كلمة واحدة)!
– بطل الفلسفة.. وقل لنا ما تريد أن تقول؟
– أريد أن أقول إن وجودي هنا، وراء القضبان، دليل على ديمقراطية أسرائيل.
-أوكي.. تلك واحدة.. وماذا تريد أن تقول، أيضا؟
– أنا هنا.. وراء القضبان.. وهذه دلالة على أن لا أحد في إسرائيل فوق القانون!
انفلتُ من كلام أولمرت (الفارغ) بنظري ونظركم، عن القانون.. القانون لا يتجزأ.. والقانون الذي يتحدث عنه، تدوسه إسرائيل بالبوت على المستوى الدولي.. وتدوس على كل الشرائع الأممية.
انفلتُ من حديثه عن الديمقراطية- وتلك أيضا لا تتجزأ- إلى الديمقراطية التي من ورق.. تلك التي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين.
انفلتُ، غير أني سريعا، رجعتُ إلى كلامه.. وأن أنظر إليه وراء القضبان.. وهو الذي كان.. وكان: ومن ضمن ما كان: كان يشغل العرب.. ويشغل كوندليزا رايس، بعرضه السري عن استعداده لإعطاء الفلسطينيين دولة في أماكن مقدسة، تكون تحت رعاية دولية!
إسرائيل ديمقراطية؟ قد نختلف.. وقد نتفق.. لكن المهم أن ننظر: الديمقراطية هي العدالة السياسية.. ومن هذه العدالة، تجيئ المساواة أمام القانون.. لا كبير ولا صغير.
إسرائيل دولة قانون؟ أيضا قد نتفق وقد نختلف في الوقت ذاته.. لكن فلننظر: أولمرت الآن وراء القضبان!
الديمقراطية.. وحكم القانون..
تلك هي إكسير الحكم الرشيد.
أظننا لا نختلف..
الرياح الآن تهب علينا من جهة إسرائيل.. وكل ما أرجوه ألّا تذرو، كلمة واحدة من كلام أولمرت، وهو وراء القضبان، بالرغم من أنه عدو لدود لنا وللإنسانية كلها!
بقلم : هاشم كرار