محمد عبد الماجد

غلطان أيلا!


(1)
> إن كنت أصنف عبدالباقي الظافر من الكتّاب والصحافيين الذين يكتبون في منطقة لا يكتب فيها سواه.. ويلتقط (مواضيع) غامضة وعميقة لا يصل إليها غيره.. فإني أصنف في نفس الوقت الطاهر ساتي باعتباره من أكثر الذين يكتبون في المواضيع التي تهم المواطن العادي، فهو يكتب في مواضيع (حياتيه) لازمة.
> الطيب مصطفى ومصطفى البطل عندهما القدرة (اللغوية) العجيبة على التأثير وخلق (رأي عام) يتوافق مع رأيهما الشخصي، وإن كان ذلك الرأي أعوج.
> جمال علي حسن مهموم بالقضايا العامة التي يكتب عنها بمفردة ذكية و(رشيقة) لا تجرح حتى الموجهة له.
> أما عادل الباز، فهو عالٍ (المهنية) في كتاباته وإن كانت (أدبية).
> هذا الأمر كان مقدمة للحديث عن مقال الطاهر ساتي الذي كتبه بالأمس، في زاويته (إليكم) بالغراء صحيفة (السوداني).
> مقال الطاهر ساتي كان يُحشد بالدفاعات التامة عن محمد الطاهر أيلا بعد انسحابه ووفده من المشاركة في مهرجان السياحة والتسوق في ولاية البحر الأحمر، بسبب اعتراض وفد الجزيرة على إقامة ليلتهم ومشاركتهم الثقافية بصالة الشمندرة بدلاً من أن تكون في إستاد بورتسودان.
> علماً بأن أيلا تشارك ولايته بفرقة (مسرحية – استعراضية)، وليست فرقة (كرة قدم)!!
> الطاهر ساتي ولأن موقف (أيلا) كان ضعيفاً جاء في عموده بقصة رائعة للطالب (بدوي) – والجمل الذي كان يدخله بدوي في أي حديث له وإن كان حديثه عن صناعة السيارات في اليابان، فأدخله علينا ساتي في الدفاع عن أيلا.
> ذكاء الطاهر ساتي قصد إدانة حكومة ولاية البحر الأحمر بقصة من (روعتها) تجعلك شريكاً في الإدانة مع الطاهر ساتي على ولاية البحر الأحمر وواليها.
> قدرة الطاهر ساتي على الإقناع والسرد، يجب ألا تجعلنا نغض الطرف عن إدانة محمد طاهر أيلا الذي تصرف تصرفاً طائشاً، يشبه الى حد كبير ما يحدث بين إداراتي الهلال والمريخ في فترة التسجيلات.
> إسحاق إحمد فضل الله أيضاً أمس، كتب بلغته الخاصة (الما هنا) عن الواقعة ليعرضها لقرائه الكرام بالكيفية التي يعرف بها إسحاق.
(2)
> أمس، كنت عبر هذه المساحة عرجت على الواقعة دون ترجيح كفة ولاية على الأخرى في (الإثم)، اعتماداً على فطنة القارى الكريم ليحكم بنفسه ويدين بما يتوفر له من وقائع المشكلة، دون أن نتدخل.
> غير أن ما سطره الزميل الطاهر ساتي جعلني أعود للقضية لنؤكد أن الخطأ كان من محمد الطاهر أيلا الذي انحسب من مشاركة لا يملك أن يحدد الموقع الذي يتم فيه عرض مشاركة ولايته.
> ليس للضيف او المشاركين في أية مهرجان في العالم أن يحددوا الأمكنة التي سوف يقدمون فيها عروضهم.
> وإن كان لهم ذلك..فإن ذلك يكون قبل المواقفة على المشاركة عبر الاستفسار عن الزمان والمكان فإن تناسب معهم شاركوا وإن لم يتناسب معهم اعتذروا في (أدب).
> لكن بما أن وفد ولاية الجزيرة قد جاء للمشاركة في مهرجان السياحة والتسوق ووصل الى مدينة بورتسودان، فإنه ليس له حق الاعتراض على (المكان).
> الإشكالية كانت في أن الانسحاب كان بقيادة والي ولاية الجزيرة محمد الطاهر أيلا وهو الذي كان والياً سابقاً لولاية البحر الأحمر.
> ما كان لوالي ولاية الجزيرة أن يتصرف بهذا التصرف وإن لم يعجبه الاستقبال والاحتفاء الذي كان يتوقعه من أهالي ولاية يظن إنهم فقدوه كثيراً بعد أن أصبح والياً لولاية الجزيرة.
> محمد طاهر أيلا.. هو والي (شعبي) يحب الإطراء والهتافات والتفاعل الشعبي والجماهيري، يطربه ذلك..الراجح أن أيلا كان ينتظر ذلك من أهل ولايته السابقة ليحرج والي ولاية البحر الأحمر بأن له كل هذه الشعبية والدعم في ولاية هو ليس والياً فيها.
(3)
> محمد طاهر أيلا يبدو إنه نسي إنه (والياً) لولاية الجزيرة وهو يطمع في أن يمارس سلطاته في ولاية البحر الأحمر.
> فات على أيلا إنه في ولاية البحر الأحمر (ضيفاً) وليس (والياً) وإن كان يعتبر من أبرز الولاة الذين حكموا ولاية البحر الأحمر.
> إحساس أيلا إنه (ضيف) في البحر الأحمر، ربما يكون صعباً عليه..لذلك انسحب بصورة غير (لائقة).
> حسب أيلا إنه في ولاية البحر الأحمر مازال الآمر والناهي.. يحدد الأشياء زمناً ومكاناً، وهو ليس له ذلك.
> له أن يفعل ما يشاء في ولاية الجزيرة..إذ مطلوب منه في ولاية البحر الأحمر الالتزام بتوجيهات حكومة الولاية والعمل بمخراجاتها.
> هكذا يجب أن يكون أدب (الضيف).
(4)
> أبحث عن محمد الطاهر أيلا بعيداً عن (المهرجانات). فهو بعد كل زخم مهرجان الجزيرة ظهر في مهرجان السياحة والتسوق بولاية البحر الأحمر.