نازك يوسف العاقب : سرقات آدمية
كانت السرقة وما زالت يمارسها أصحاب النفوس الضعيفة، تحكمهم ميول عدوانية سيئة.. إما في طباعهم أو بيئتهم التي نشأوا فيها.. السارق كان ينتظر أول كل شهر… ليسرق راتب الموظف الغلبان… وتطور الأمر لسرقة المنازل، لأن المرتب الصغير لا يكفي السارق، فسرق التليفزيون والكاسيت والفيديو أشياء.. سعرها أعلى من المرتب وتطور أكثر.. ولم يعد يكفيه التليفزيون وخلافه.. فابتدأ في سرقة الأراضي…حتى الأفكار والأبحاث العلمية.. ماهو الحرامي تطور (السارق سارق… والمسروق مسروق)، ولكن اختلفت نوعية السرقة.. طالعتنا الصحف بسرقة أكثر غرابة… المرة دي الحرامي سرق بني آدم.. نعم سرق بني آدم… سرق كليته.. سرق عينه.. سرق بني آدم وفككه (زي العربية اللي كان بيسرقها ويفككها ويبيعها)… سرق بني آدم وفككه وبدأ يبيعه… وهناك سوق لتجارة الأعضاء البشرية.. وابتدت التجارة تكون عالمية، وانتشر ظلم الإنسان لأخيه الإنسان وحتى الظلم وصل أن يسرق الحرامي أعضاء البشرية، واستشرى الفساد فعم كل شيء، حتى وصل الأجساد وبيع الآدمين يا لبشاعة التجارة، ويا لجشع التجار.. نسمع قصصاً كثيرة، بأن هناك أناساً اختفوا فجأة ولا يُعرف أين مكانهم، ويروي لك البعض أنه اختطف من مجهولين تخصصوا في بيع الإنسان، إنها طريقة جديدة للاستعباد، وقتل النفس التي حرمها الله إلا بالحق.. وصل الجشع في البشرية لتفكيك الإنسان وبيعه في سوق الله أكبر، وتلاشت الإنسانية وصار البشر وحوشاً، والوحوش في بعض الأحيان أرحم من الإنسان.
أيها العباد اتقوا الله في بعضكم.. خلقتم من أجل العبادة وإعمار الأرض لا انهاء الكون.
الله المستعان