خالد حسن كسلا : الحرب النفسية هنا
> ليس في الاتهامات بدون أدلة أو إدانة ما يمكن أن يشكل حرباً نفسية ضد المتهمين.. فأسهل ما يمكن أن تفعله، هو إطلاق الاتهامات جزافاً دون أن تستطيع إثبات ما تدعي.
> ونائب رئيس الجمهورية السيد حسبو يقول إن البعض يقود حرباً نفسية ضد منسوبي حزبه المؤتمر الوطني.. باتهامه لهم بأنهم لصوص أو غير ذلك.
> والحزب مفتوح العضوية ويمكن أن ينتمي إليه من يريد تدميره من الداخل.. أو من يريد أن يحقق أغراضاً غير مشروعة تحسب أخلاقياً على منسوبيه الحقيين من قياداته ونشطائه المتفانين في الخدمة التنظيمية.
> وهنا يكون الخطأ الذي تتحمل مسؤوليته قيادة الحزب، هو إنها لم تنشئ أمانة للمراجعة الدقيقة بأكثر من مستوى لتتمايز بها الصفوف.. فلا يستمر في العضوية من في قلبه مرض.
> أما بالنسبة للمال العام، فإن بشأنه رفع الدعاوى المستمر من نيابة المال العام.. وليس بالضرورة أن يكون كل المتهمين من منسوبي الحزب الحاكم.
> فالبلاد فيها شكاة ونيابات وقضاة..فلماذا الحرب النفسية..؟ ولماذا لا يأتي قادة الحرب النفسية هؤلاء وتجارها ببراهينهم إن كانوا صادقين يا شيخ حسبو؟.
> وبنفس الفكرة لو جاء النظام الخالف حتى لو كان يسارياً يمكن أن يتعرض منسوبيه لنفس هذه الحرب النفسية.. فيصبح تجار الحرب النفسية ضحايا مثل ضحايا حربهم هذي الآن.
> لا داعي إلى قلق نائب الرئيس.. فكل ما يجب أن يقوم به حزبه الحاكم هو معالجة مشكلة الانتهازية التي يمكن أن تعصف به مستقبلاً لو كان في هذه المرحلة يتعامل بطريقة )الجمل ماشي( حينما ينبح الكلب.. وهو المثل الشعبي المعروف جداً )الكلب ينبح والجمل ماشي .(
> ومعالجة الانتهازية تكون في الأساس بقوة الخطاب التنظيمي الذكي.. إنشاء مكاتب للرقابة التنظيمية.. ومراكز لتأهيل الأعضاء المصعدين. فإن يكون الحزب حزب مؤسسات، يعني ألا يغفل وهو حزب حاكم عن تصرفات المحسوبين عليه.
> وأية دولة تعاني من عدم توفير فرص العمل الكافية للخريجين من الطبيعي أن ينتشر فيها الفساد التنظيمي..الذي يمتد بسهولة إلى مؤسسات الدولة.
> ولو لم تر الحكومة ضرورة لتأسيس حزب جماهيري مثل المؤتمر الوطني الذي اقترح اسمه هذا السيد عثمان خالد مضوي ما كانت وسعت الماعون التنظيمي للحركة الإسلامية ليشمل كل المواطنين بمختلف اتجاهاتهم.
> فقد دخله الجنوبيون والأقباط لأنهم وجدوه الأقرب إلى أفكارهم السياسية والاجتماعية، بحسبان إنه وعاء وطني جامع.
> والآن الحديث من قيادته العليا عن الحرب النفسية.. ولا أظن أن الحزب الحاكم يعجز عن إعداد مصدات الحرب النفسية وسواترها..لكن يتكاسل.. ويتماثل للحال الذي يعبر عنه المثل الشعبي )الكلب ينبح والجمل ماشي.(
> وهذا التكاسل يسمح لقذائف الحرب النفسية بالسقوط حيث تقف عضويته بمختلف اتجاهاتها وجهاتها وإثنياتها..تتلقى ضربات الخصوم الذين يستثمرون هذا التكاسل.
> الحرب النفسية ليست مزعجة للعضوية الحالية، لكنها يمكن أن تحرض الأجيال القادمة على الابتعاد عن صفوف الحزب الحاكم.. فيصبح الحزب مثل شجرة البان مهما سمقت وطالت فإنها ستسقط عمودياً.. ويجر سقوطها الضرر إلى الغير.
> فالدولة الآن يملأ فيها الفراغ الحزبي الحزب الحاكم.. وبقبة الأحزاب لا توحدها شمولية ولا ديمقراطية ولا حكومة انتقالية.. فأغلب قادتها كل همهم الآن خوض الحرب النفسية ضد الحزب الحاكم.. ولو ذهب الحزب الحاكم من السلطة فإن الحرب النفسية ستستمر ضد الحزب الحاكم التالي.
> ومن يشعلون هذه الحرب النفسية شعراً ونثراً وشفاهة معروفون.. فهم من كان قد اصطلى بنيرانها في حقب قد خلت ..وهم مصيبتهم أسوأ من تكاسل المؤتمر الوطني.. مصيبتهم إنهم خارج التاريخ الواقعي.. مصيبتهم إنهم حولوا الأهداف الوطنية إلى أهداف نزوية وشهوانية وخمر ونرد على الفطرة وإساءة للحى مع أن لحية كارل ماركس أكبر من لحية )شيخ أبوزيد( عليه الرحمة.. فالفطرة عند ماركس رغم كفره سليمة وقادة الحرب النفسية يتمردون عليها.
غداً نلتقي بإذن الله…