محمد وداعة : خلافات الوطني.. وشولة (7+7) !
السيد هاشم علي سالم الأمين العام للحوار الوطني قال في تصريحات صحفية إنه (لا يحق للأمانة العامة تعديل شولة من توصيات لجان المؤتمر أو الإعلان عن أي توصية متعلقة بالحوار الوطني قبيل التصويت عليها وإجازتها من قبل الجمعية العمومية)، وأكد على أن الأمانة ستتسلم الأسبوع القادم توصيات لجان الحوار، وعلى عكس ما أعلن خلال الأيام الماضية من انتهاء لجان الحوار ورفع توصياتها، أكد السيد هاشم أن لجنة الحريات ما زالت تعمل في إعداد توصياتها توطئة لرفعها للأمانة العامة، ونفى ما أعلنه السيد عمار السجاد القيادي بالشعبي من أن لجنة الحريات اتفقت بنسبة ( ) على تعديل قانون الأمن الوطني وسريان الدستور الحالي خلال الفترة الانتقالية، من جهة أخرى فإن السيد مساعد رئيس رئيس الجمهورية نفى وجود أي خلافات داخل الحزب الحاكم حول الحوار، معتبراً الحوار من أهم برامج الإصلاح في السودان، وشدد على استمرار الحوار حتى إكمال مراحله وتحقيق أهدافه باعتباره أكبر المشاريع الوطنية على الإطلاق منذ الاستقلال، وأعلن عن تمديد الحوارالذي كان مقرر له الانتهاء في العاشر من فبراير الجاري وتجديد الدعوة للممانعين للحاق بالعملية التي شارفت مرحلتها الأولى على النهاية.
لا شك أن هذه التصريحات وتضاربها أو تفاوتها في الإفصاح عن نتائج الحوار ومواقيته تعبر عن أزمة كبيرة، وفي ذات الوقت تؤكد أن الحوار لا فائدة منه في غياب الكبار، قوى المعارضة الرئيسية في الإجماع الوطني وحزب الأمة والحركات المسلحة وقطاع الشمال، فكل الذين تحاورا مع الحكومة لا يملكون للحكومة (شروى نقير) في إيقاف الحرب أو إنهاء الصراع على السلطة، أو تحسين علاقات السودان الخارجية مع أمريكا والغرب بعد اشتراط الولايات المتحدة إيقاف الحرب وتوصيل المساعدات الإنسانية لتطبيع العلاقات مع السودان، ما الداعي لتمديد الحوار وتجديد الدعوة للممانعين إذا كانت نتائج حوار قاعة الصداقة لا يمكن تعديل شولة فيها، هذا يذكر بتصريح شهير للمرحوم الدكتور مجذوب الخليفة أمام البرلمان الانتقالي بعد التوقيع على أبوجا (1) بأن الاتفاقية لا يمكن تعديل شولة فيها، وجرى اعتمادها (بضبانتها) رغم إلحاح نواب التجمع الوطني الديمقراطي بأن الاتفاقية بشكلها ومضمونها لا يمكن أن تحقق السلام في دارفور، وقد كان، فلم يوقع عبد الواحد محمد نور على الاتفاقية، وبدلاً من حركتين مسلحتين في دارفور أضحت هناك (36) حركة مسلحة في قاعة الصداقة بخلاف تلك التي لم توافق على المشاركة بالإضافة الى قطاع الشمال، العبرة ليست بعدد المشاركين، بل بوزنهم، وقدرتهم في أن يكونوا شركاء لتحقيق السلام وإنهاء الصراع.