مقالات متنوعة

د. محمد أحمد عبدالهادي : رمضان عقوق الأبناء للوالدين

قال صاحبي: نسمع ونقرأ في أيامنا هذه كثيراً عن عقوق الأبناء والبنات للآباء والأمهات وسوء معاملتهم إلى درجة هجرهم أو إيداعهم في دور العجزة أو الاعتداء عليهم ضرباً أو مثل ما حدث مؤخراً من إقدام مراهق على قتل والده، كيف يخرج المجتمع من هذا المأزق سماحة المفتي حفظكم الله.
فقال: إن الله سبحانه وتعالى قد قرن حق الوالدين بحقه فقال سبحانه: “وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا”، (الإسراء: 23).
وأكد الله سبحانه وتعالى على وجوب البر بهما حال كبر سنهما وضعف قوتهما؛ فقال: “إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا”، (الإسراء: 23-24).
بل حث على حسن صحبتهما وإن كان كافرين، بل حتى وإن كان داعيين إلى الكفر؛ ويقول الله تعالى: “وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا”، (لقمان: 15).
أما إجابة سؤالك كيف يخرج المجتمع من هذا المأزق، فهو العودة بالمجتمع إلى دين الإسلام وتعاليمه السمحة وتحصينه بالإيمان؛ فنحن قوم أعزنا الله بالإسلام، فمهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله؛ وسالك طريق الإصلاح سيعاني وسيلقى مضايقات؛ فالواجب الصبر والاحتساب والمجاهدة في هذا الباب، يقول الله تعالى: “والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين”، (العنكبوت: 69).
وأن يكون الآباء قدوة لأبنائهم في هذا، فإذا رآهم أبناؤهم وهم يبرون بوالديهم كان هذا أحرى أن يقوموا هم ببرهم، وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
وبالله التوفيق.