تغريد الطاسان : سعيدة لأني امرأة
فلسفة السعادة لهذا الأسبوع تمثلت بحدث شخصي رُسمت تفاصيله كلوحة فرح في الكويت ابتدأ مساء الخميس وامتد إلى مساء الأحد..
ولا أعرف من أين أبدأ.
هل أبدأ بالكويت؟ أم أتحدث أولاً عن مؤتمر “سعيدة بكوني امرأة”، الذي تشرفت بدعوة إليه من مركز Reham House.
لأن الأوطان أمهات يجب أن نبرها بالشكر أولاً.. فأنا سأبدأ بوطني الثاني (الكويت)، ذلك البلد المعطاء الثري بما حباه الله من قبول.. وبأهله الذين تشعر معهم أنك بين أهلك وفي وطنك ووسط دارك..
لا غربة في الكويت، ولا وحشة تسكن الشعور ونحن على أرضها بضيافة شعبها، فشكرا لكم بحجم الكون على حسن الضيافة، بعد شكر الأرض سأشكر من سكن عليها وعَمّر وعمل..
مؤتمر “سعيدة بأني امرأة”، هو كما وصف في بطاقة الدعوة فعلا.. الحدث التوعوي والترفيهي الأول من نوعه في الخليج..
كنت سعيدة وأنا أرى الأنوثة من زاوية جديدة لم يسلط الضوء كثيراً على إشراقة مفهومها من قبل.. وكنت فخورة وأنا أسمع إعلاء شأن المرأة بمنظور إسلامي مختلف..
وكنت في دهشة من ثراء الطرح الذي شدني إلى آخر أنفاس هذا المؤتمر الذي ولدت بعده حياة جديدة لمفهومي عن الأنوثة، فسعدت أكثر أني “امرأة”.
نحتاج فعاليات كهذه لتسلط الضوء أكثر على ما يضغط على عصب الفهم، كي نتعلم معنى الأنوثة الحقيقي بمفهومه البعيد تماماً عن أطر الأنوثة الجسدية التي ظلمناها وظلمنا كل أنثى عندما حصرناها بهذا المعنى القاصر..
نحتاج إلى برامج ترفع من منسوب تقدير المرأة لذاتها وأنوثتها، ومفاهيم جديدة تردم الفجوة بن المرأة وكثير من المجتمعات التي لا ترى فيها أكثر من “أنثى جميلة شكل ناقصة عقل”.
ونحتاج أن تكون المرأة تحت مجهر اهتمامها هي أولا، وبالتالي اهتمام كل ذي تخصص في الدين وعلم النفس والاجتماع والسياسة والاقتصاد، حتى تتوازن المجتمعات وتنهض وتتحقق بذلك فلسفة سعادة ولا أجمل..
مؤتمر سعيدة أني امرأة خطا خطوة البداية.. فهل سنرى من يمسك بيد فكرته لتمشي بثبات على أرضية الوعي الصلب..
وهل من الممكن أن تتبنى الفكرة جهات داعمة لتشبع جوع المجتمعات لطاقات بناء هائلة ولكنها مهدرة، قد نستغلها إيجابيا لو فهمنا نساءه؟
ليت.. وقد يكون في ليت عمار لألف مجتمع ومليون بيت..