د. أحمد عبدالملك : إنجاب الولد ليس بيد الزوجة!
من عنصرية مجتمعنا الفاضل، أنه يفضل إنجاب الأولاد على البنات، ولا داعي لإنكار ذلك.
الأغلب يتمنى أن يكون مولوده الأول ذكرا.
الأغلب يتمنى أن تكون أغلب ذريته من الذكور.
أغلب المتزوجين سيواجهون ضغوطا اجتماعية للزواج من ثانية، إذا طال الوقت ولم تنجب له زوجته مولودا ذكرا.
نتيجة كل ذلك، أن تُوضع الأمهات ظلما تحت ضغط “أبي ولد يشيل اسمي”.
قضية تفضيل الأولاد على البنات لها جذور في الثقافة العربية القديمة في عادة “وأد البنات”، ولا أظن أن هناك أباً بالدنيا تسمح له نفسه بأن يدفن ابنته الرضيعة ويواريها التراب، غير ذاك الأب الذي انعدمت من قلبه الرحمة والإنسانية.
(وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ).
حتى جاء الإسلام، بعدله وسماحته وأخلاقه، فحرَّم تلك العادة، وأقصاها من الثقافة العربية.
ولا تقتصر عادة تفضيل الأولاد على العرب، أو على العصور القديمة المظلمة، فالعائلة الصينية في عصرنا الحديث تفضل المولود الذكر، لأن الحكومة حددت العدد المسموح لأنجاب الأطفال في كل أسرة إلى مولود واحد فقط.
علمياً، إذا أخذنا دولة نحترم ونثق بأرقامها وإحصاءاتها، كالولايات المتحدة الأميركية، نجد أن:
كل امرأة حامل تملك احتمال 51 بالمئة بأن تلد صبيا، و49 بالمئة بأن تلد بنتاً.
هناك مَن يزعم بأن حمية معينة أو أياما معينة أو أدوية معينة وغسولات، أشهرها بيكربونات الصوديوم القلوية، سترفع نسبة إنجاب الذكور.
لكن للأسف، كل تلك الطرق غير علمية وغير مثبتة بأي دراسات وأرقام، وأغلبها تجارية، تستغل حاجة الناس، والأهم من ذلك، أن بعض تلك المواد قد يكون ضاراً للأم وجنينها.
طبياً، هناك بعض الطرق المكلفة جداً لتحديد جنس المولود، وتُعرض على حالات قليلة ونادرة ممن يعانون أمراضا وراثية تصيب جنسا معينا.
القمندة
عزيزتي الأم، نصيحتي، هي أنه طالما لا توجد طريقة علمية مثبتة وآمنة وموثوقة لاختيار جنس الجنين، فلا تنخدعي بالأشياء التجارية، وعليكِ أن ترضي بما قسمه الله لكِ، تكوني أسعد الناس.
عزيزي الزوج، لا يوجد شيء بيد زوجتك لتفعله حتى تنجب لك ولداً، فتوقف عن قول “الحمله اليايه أبي ولد”!
—
أخصائي طب العائلة