هناء إبراهيم : فوق مستوى التسميات
ثمة أشخاص برتب اجتماعية عليا غير موجودة في التصنيف الدولي للعلاقات والأنساب.
أشخاص بدون مسميات واضحة بينما أثرهم واضح.
تشعر حين تتحدث إليهم بالكثير من الطمأنينة والقليل من الوقت، تبوح لهم بأسرارك بلا تردد أو شك.
شخص ليس حبيباً لأن ثمة موانع وظروف تحول دون ذلك وليس صديقاً لأنه أشمل من الصداقة.
موجود في تشكيلة حياتك ضمن الأساسيات.
أساسي من الدرجة الأولى.
تفتقده بشدة لما يغيب وتشتاقه بعنف وإرهاب في ذات الغيبة.
يعرف تفاصيلك تفصيلة تفصيلة.
ربما لذلك ظهر ما يعرف في سجل العلاقات بـ(أخوي شديد) في محاولة لتقريب المعنى.
أخوك شديد.
الزول العارف كل حاجة عنك.
أول من تسنجد به وتلجأ إليه حتى لو عندك إبرة راحت في بيتكم.
أول شخص في قائمة بالك..
المستشار النفسي لمزاجك.
المساعد الأول لشؤون استايلك في الحياة وطريقتك في عيشها.
وزير سعادة عيونك.
ومعتمد محلية جنونك.
عارف بلاويك ومصايبك وكل عمائلك السودة ومع ذلك ما حصل رفع سماعة التلفون وبلغ البوليس.
بذكرك بالناس الزمان الكانوا لمن تنوم في الحصة والأستاذ يشوفك ويقول ليك أنت يا النائم، كانوا يقولون للأستاذ: دا عيان يا أستاذ.
مع إنك شديد ولضيض لا ينقصك شيء سوى هذه الغفوة.
وثمة من يعرف بـ (زولنا شديد) وهو بنفس الفهم.
الأستاذ الكويس القريب من طلابه (أستاذنا شديد).
استأذنا شديد دا (بتتكيف ليهو) أثناء فترة الدراسة وبعدها..
أستاذك شديد، تحرص على محاضراته، طريقته في توصيل المعلومة قريبة من فهمك..
يحببك في الحاجة التي تدرسها ويربطها لك بالمستقبل..
بسمعك، بجاوبك وبفهمك.
على صعيد متصل: لست متأكدة إن كان هنالك (وزيرنا شديد) أم لا.
أقول قولي هذا من باب المصطلح.
وإن كان عن نفسي أنا شخصياً: أحترم ذلك
ودايرة أسألك سؤالاً واقف لي هنا: من أنت ومن يدعمك.
وهسه شربنا الشاي
و…….
يا ساي حبيت حبيتك ساي.