مقالات متنوعة

خالد حسن كسلا : ما معقول .. ما معقول؟!

> حرق وتدمير قرى جنوب السودان.. تشير إليه الأمم المتحدة وحتى هي تحدثنا عن سياسة الأرض المحروقة.. وحتى هي تتهم بها حكومة الحركة الشعبية بقيادة سلفا كير في جوبا.. تقول إن حكومة جوبا تمارس سياسة الأرض المحروقة.
> تقول وكأنها تحكي عن فيلم منتج في هوليود.. بمعنى أن تحكي عن المجرمين في مشاهد الفيلم وإلى ذلك انتهى الأمر.. والآن الأمم المتحدة تشاهد ما يفعله قادة الحركة الشعبية بشقيهما وانتهى الأمر.
> فلا حساب ولا عقاب.. رغم حجم الخراب.. ورغم الإعلان من جانب الأمم المتحدة نفسها. إن حكومة جنوب السودان تمارس إستراتيجية الأرض المحروقة.. بتدمير القرى بشكل منهجي.
> وما المستفاد من هذا الإعلان إذا كانت الأمم المتحدة نفسها لا اعتراض لها على استمرار إستراتيجية الأرض المحروقة غير أن يصرح بذلك مسؤول صغير تابع لها؟!.
> والمسؤل هو إيفان سيمونوفتش مسؤول شؤون حقوق الإنسان بالمنظمة الدولية.. وهو يتحدث عن استمرار الانتهاكات وعدم توقفها حتى الآن.. رغم إجراءات إعادة السلام التي كانت خلاصتها إعادة نائب الرئيس السابق الدكتور رياك مشار إلى منصبه هذا بتغيير شكلي ليكون هو النائب الأول للرئيس.
> فقد كان بالأمس النائب الوحيد لكنه الآن عاد إلى المنصب ليكون ثاني اثنين.. معه ابن الإقليم الاستوائي الذي يستضيف العاصمة ومقر الحكم (إيقا).
> ويمكن أن يكون النائب الفعلي للرئيس قبل تحويل العاصمة إلى مقرها الجديد في رامشيل هو (إيقا) هذا.. فبعد تحويلها في الغالب أن يكون الرجل أو المسؤول الثاني في الدولة من إقليم بحر الغزال.
> ومسؤول حقوق الإنسان الأممي سيمونوفتش يقول إن جوبا تستخدم خطاب السلام للتغطية على الانتهاكات التي مازالت ترتكب.. وأن الخطاب التصالحي الذي تروجه الجهات الفاعلة الحكومية والمعارضة تهرب من حقيقة أن أطراف النزاع استمرت في الهجوم والقتل والخطف والاغتصاب وتعسفية الاحتجاز.
> وكنا نقول إن مشكلة جنوب السودان قبلي التركيبة.. لا يعطي نفسه مساحة للتقويم، ومن ثم الحكم على القوى الأجنبية والمنظمات الدولية.. وهو يظنها مُخْلصة ومُخَلِّصة له.
> لكن الأمم المتحدة يصمم كبارها من واشنطن ولندن وروسيا وفرنسا مشاريع الجرائم الإنسانية.. وبعد تنفيذها بواسطة المُستغفَلين تصدر من الأمم المتحدة التقارير بواسطة صغار المسؤولين.
> وتخيل لماذا تصمت الأمم المتحدة رغم أن التقرير ينبه إلى أن القوات الحكومية قد دمرت بشكل منهجي قرى على الأرض في إقليم أعلى النيل؟!.
> هل لأن هذه التجاوزات وقعت في دولة صديقة لإسرائيل؟!. طبعاً.. ولو كانت وقعت في السودان بقوات حكومية، لكان الشغل الشاغل للأمم المتحدة أو بصورة مختصرة لواشنطن، هو محاسبة ومعاقبة وعزل الحكومة السودانية.. لكن حكومة جنوب السودان بالنسبة لإسرائيل و واشنطن مثل حكومة بشار الأسد لروسيا وإيران.. فهما حليفتان لدول يقوم كسب منافعها من إفريقيا على تنفيذ إستراتيجية الأرض المحروقة.
> وتقرير سيمونوفيتش للأسف، يبقى ما يتضمنه من مآسٍ نتيجة طبيعية لمشاريع ومخططات صهيونية أمريكية.
> وفي «الإنتباهة» أمس، يحدثنا السفير سراج الدين عن أن التطبيع مع إسرائيل (لا) نستفيد منه..يقصد
(لن نستفيد منه).. لأنه لم يحث بعد طبعاً.. وهنا نسأل: هل استفادت منه دولة جنوب السودان لو نظرنا إليها من خلال تقرير سيمونوفتش؟!.
> وأية دولة إفريقية أو آسيوية مطبعة مع إسرائيل استفادت منها؟! دائماً المستفيد من التطبيع هي دولة الاحتلال اليهودي في فلسطين فقط.
> وحتى في مصر لم تستفد مصر لأن سبب قبولها التطبيع مع الاحتلال اليهودي هو انكسار الجيش الذي لا يقوى إلا على تقويض الديمقراطية واحتلال حلايب في جو انتهازي.
غداً نلتقي بإذن الله..