نجل الدين ادم : وقائمة “إشراقة” ستطول
كان مصيراً محتوماً أن يتخذ الحزب الاتحادي الديمقراطي بقيادة د.”جلال الدقير” قراراً بفصل القيادية والوزير السابقة فيه “إشراقة سيد محمود” من الحزب وهي تدخل في معركة كتبت لها بنفسها هذه النهاية ، كل مواقف “إشراقة” وهي تخوض معركة الأمين العام لحزبها ذلك وهي ترفض مبادرات تسوية الخلاف من قبل الأجاويد أو غيرهم، حسبما تابعنا خلال الأيام الماضية.
مشكلة قيادات الأحزاب الذين يتم تعيينهم في مناصب دستورية لا يحتملون أي تعديل يطيح بهم ويأتي بشخص آخر حتى لو كان بحسابات الدورة الحزبية التي تقضي في بعض الأحيان بأن يخرج أناس ويدخل آخرون لهذا الملعب وحتى لو كان بحساب الأصلح.
صحيح ربما تكون القيادية المقالة “إشراقة” قد تعرضت لمؤامرة وإقصاء خفي نراه بعيداً وتراه هي قريباً، ولكن بحسابات السياسة ينبغي أن لا تكون ردة الفعل رفض أي قرارات تصدر من قيادة الحزب أو أجهزته وإهدار أي جهود لمعالجة سوء التفاهم أو الاختلال بزلة لسان تطلق في الهواء وتكون في نهاية الأمر خصماً على أصحابها.
حالة الوزير السابقة، عضو البرلمان الحالي “إشراقة سيد محمود” لسيت الأولى ولكنها ترسل رسائل سالبة تضر بصاحبها أكثر من حزبه، تشظي الأحزاب السياسية في الآونة الأخيرة وانقسامها بصورة مخيفة إلى درجة أن عدد الأحزاب تجاوز اليوم (101) حزباً، هو نتاج طبيعي لمثل هذه الممارسات السالبة.
الأحزاب باتت الآن بحاجة ماسة لمراجعة مثل هذه الظواهر سواء إخراج الحزب الاتحادي الوزير السابقة من عضويته أو خروجها عن نفسها، فغداً أيضاً سنكون موعودين بانشطار من ذات الجنس، وفي المقابل سيزيد عدد الأحزاب ولكن دون احترام للممارسة السياسية، الأحزاب تحتاج لأن تهتدي إلى تنظيم يعيد صيغة هذه الممارسة الحزبية حتى لا تكون أمراً مكروهاً.
على الأحزاب أن تتفق على عقد سياسي كأن تحدد فترة زمنية للمنصب الدستوري، تطاول مدة بقاء قيادة الأحزاب في المناصب الدستورية تبين أنه دائماً ما يكون الشرارة التي ينطلق منها حريق الخلافات، والذي يمكن أن يؤدي إلى انشطار الحزب وبذلك تكون الممارسة فطيرة، مثلما أن ولاية الرئيس مثلاً خمس سنوات ينبغي أن تتبع الأحزاب هذا النهج لكي تقلل من شروخ الخلافات المتتالية. اليوم في حزب “الدقير” وغداً في حزب العدالة مثلاً أو غيرهما.
بهذا المقترح يمكن أن نضع حداً لهذه الإشكالات، بالتأكيد لن تضيق الساحة السياسية بـ”إشراقة سيد محمود” بهذا الفصل، فهي صاحبة تجربة كبيرة في الجهاز التنفيذي فيمكنها أن تعيد صياغة أفكارها لتشق طريقاً آخر دوناً عن أي محاولة لرأب الصدع، ذلك لأن الخلاف بلغ مداه وباتت المسكنات لا تجدي فيه.. والله المستعان.