محمد لطيف : مجموعة براغ.. إطاحة الشفيع ثم الخطيب
في الأسبوع الأول من يناير الماضي نشرت الزميلة المجهر السياسي حوارا مطولا مع الناطق الرسمي للحزب الشيوعي السوداني السيد يوسف حسين أجراه الزميل محمد إبراهيم الحاج.. توقفت عند جزء من ذلك الحوار مطولا.. لسبين.. الأول أن الصحفي كان يستبق الأحداث بل ويستقرئ المستقبل بقدرة مذهلة ربما تفوق فيها حتى على السكرتير السياسي للحزب الشيوعي.. والسبب الثاني أن الإشارات التي أطلقتها المجهر في ذلك الحوار تقدم التفسير الصحيح.. وربما الأوحد.. لما تشهده ساحة الحزب الشيوعي الآن.. ربما تقتصر مهمتي اليوم على إعادة ذلك الجزء من الحوار مع بعض الإيضاحات فقط.. في محاولة نهائية من جانبنا لتسليط الضوء على المشهد الغامق في هذا الحزب العريق..!
في ذلك الحوار يسأل المحرر.. يقال إن إبعاد “د. الشفيع” في هذا الوقت بالذات الذي يسبق المؤتمر العام هو محاولة لتقليل حظوظه ليترشح سكرتيراً عاماً للحزب لآرائه التجديدية؟.. فيجيبه يوسف حسين.. (لا إطلاقا.. مافي حاجة بالشكل ده، خاصة أن القضية كانت معروفة لكل الناس أنه متهم بارتكاب خطأ تنظيمي والناس تحقق معه في هذا الخطأ التنظيمي، من الممكن أن يكون صحيحاً أو خطأً).. فيطرح المحرر السؤال التالي.. ولكن تسريبات قوية تتحدث عن أن أقوي المرشحين لسكرتارية الحزب هو “فتحي فضل”؟
ويستمر السيد الناطق الرسمي في النفي.. (لا يوجد ترشيحات الآن لأي شخص أو لأي سكرتير تنظيمي أو ثقافي، الترشيحات التي ستقدمها اللجنة المركزية للمؤتمر هي ترشيحات لعضوية اللجنة المركزية، ومع ترشيحات اللجنة المركزية ستقدم ترشيحات اللجنة التحضيرية، يعني أي زول في الحزب وأي منطقة يرى وجود شخص معين لازم يكون في اللجنة، يقدم ترشيحه للجنة المركزية، وأن هناك شخصاً كذا ووضعه كذا تتم تزكيته لعضوية اللجنة المركزية، وترى اللجنة التحضيرية كمية الأعداد من المناطق وتتم إضافتهم لمرشحي اللجنة المركزية، وكل هؤلاء يقدموا للمؤتمر ومن ثم يتم انتخاب اللجنة المركزية منهم.).. ومحررنا العنيد لا يفتأ يسأل.. فيدفع بما لديه دفعة واحدة أمام الناطق الرسمي.. نعم.. ولكن هناك مجموعة قوية داخل الحزب الشيوعي هي مجموعة (براغ) سوف تدفع بـ”فتحي فضل” كمرشح لسكرتارية الحزب.. ونحن هنا لا نتكلم عن الصفة الرسمية.. ولكن عن التكتلات داخل الحزب؟ ولكن الناطق الرسمي يتمسك بفضيلة النفي حين يقول..(لا يوجد شيء بالشكل ده.. الحكم والفيصل هو دستور الحزب.. وهو النقاء الثوري لعضوية المؤتمر وهم الذين ينتخبوا بكل مسؤولية من يرونهم جديرين بعضوية اللجنة المركزية، مافي تكتلات.. ومافي مجموعة براغ.. ومافي حاجة بالشكل ده) انتهى اقتباسي فقط.. ولم ينته الحوار ولم تنته القصة..!
ثمة وقائع تقول إن معركة الشفيع مع هذه الجماعة قد بدأت في براغ في نهاية عقد الثمانين من القرن المنصرم.. حين ذهب الشفيع بتكليف محدد من الراحل محمد ابراهيم نقد لإنجاز مهمة محددة.. يبدو أنه يدفع ثمنها اليوم.. إذن حين سأل ود الحاج عن مجموعة براغ لم يكن مخطئا.. وحين نفى يوسف حسين وجودها لم يكن مصيبا.. ولتأكيد ما جاء في المجهر قبل شهر ونيف.. فابحثوا عن إجابات للأسئلة التالية.. ولا شك أنها متاحة داخل الحزب ومبذولة للسائلين.. وأولها.. كم من جماعة براغ كان في قائمة الـ 16 وكم منهم كان في قائمة الـ 15 في آخر اقتراع للجنة المركزية؟.. وبصيغة أخرى.. كم منهم وقف مع الشفيع وكم وقف ضده؟.. علما بأن الناطق الرسمي نفسه كان من المؤيدين لتقرير لجنة التحقيق..؟ ثم هل حصل فتحي فضل مؤخرا على حق التفرغ الحزبي؟.. حيث يرى الكثيرون أن تلك هي الخطوة الأولى نحو كرسي السكرتير السياسي؟ وأخيرا لصالح من يخوض محمد مختار الخطيب معركة إقصاء الشفيع.. طالما كانت مجموعة براغ كما سمتهم المجهر.. أو مجموعة الخمسة كما سماهم الأستاذ حسن وراق.. ماضية في تقديم سكرتير سياسي جديد عبر المؤتمر العام القادم..؟