بخاري بشير : أحزاب وجبهات وكيانات.. إتساع (الفتق)!!
< لا زال غبار (الصراع) داخل الحزب الاتحادي الديمقراطي المسجل عالقاً؛ ويكاد يحجب بتمدده الرؤيا عن عيون الدقير وإشراقة معاً؛ وتلبّدت سماء الحزب بالغيوم بعدما استنصرت وزيرة العمل السابقة بمسانديها وبجمهورها داخل الحزب. < فصل إشراقة وبعض القيادات وفقاً للوائح الحزب؛ أعاد الى الأذهان قصص كثيرة مماثلة حدثت داخل كل الأحزاب بلا استثناء؛ وتكاد تكون هذه القصص قد تطابقت (وقع الحافر على الحافر).. ولم ينج منها حزب من أحزابنا الكبيرة. < وأعني قصص وحكاوي (إنقسامات) الأحزاب وإنشقاقاتها على مرّ التأريخ السوداني.. الأمر الذي ولّد عندنا عدداً (مهولاً) من الأحزاب؛ ويكفي أن بالحوار الوطني وحده ما يربو على الـ (90) حزباً سياسياً؛ وهذا الأمر يوحي بجلاء عمق الأزمة السودانية التي أصبحت (ملهاة ومأساة) بحجم وطننا الكبير. < ذات الشئ الذي حدث في الأحزاب حدث مثله؛ وأكثر في التكوينات الجبهوية الأخرى وبالأخص التكوينات (حاملة للسلاح) وأعني الحركات المسلحة التي تحدثت باسم دارفور خلال ما يزيد من عقد من الزمان؛ حيث تشظت تلك الحركات وتوالدت (أميبياً) وكونت لوحة (شائهة) تتحدث باسم إقليم دارفور الكبير. < وكأن الحالة (الإنقسامية) هي حالة سودانية خالصة؛ نلنا بها قصب السبق على كافة بلدان العالم؛ وامتلكنا جراء هذه الحالة أكثر الأحزاب ضعفاً في الحجم والممارسة السياسية معاً.. ولا أبالغ اذا قلت أن أحزاباً تستخدم آلة الإعلام لتحدث (فرقعات) مهولة على الساحة السياسية؛ وهذه الأحزاب على الأرض لا تملك لا قاعدة ولا مؤسسات ولا جماهير. < للأسف صار العمل السياسي (تكسباً) في هذا الزمان الأغبر؛ وبالأمس كان عملاً وطنياً طوعياً لخدمة البلد وناسها وتنميتها؛ وما يؤسف له حقاً أن كل أحزابنا السياسية بلا استثناء (شربت) من هذه الكأس؛ وتشظت وتقسمت؛ بل صارت أقل من أن توصف بأنها حزب له قوته وكوادره ومؤسساته وجماهيره. < عدد من المتكسبين يسعون باسم أحزابهم؛ وكما قال ظريف المدينة أن بعض هذه الأحزاب لا تملأ جماهيرها (حافلة 14) راكب.. وباتت كل الحركات المسلحة التي تتحدث باسم المهمشين تسعى من خلفهم للتكسب وللمال؛ وأصبحت عرضة للبيع والشراء في سوق السياسة (القذر). < بالأمس جاء ميلاد تكتل (حزبي كبير) سمي بجبهة وطنية لدعم الانتفاضة الشعبية.. وليت هذا التجمع بدلاً من أن يضع الانتفاضة كجامع وكقاسم مشترك ليناهض بها الحكومة؛ كان خير لهم أن يتنادوا على مواثيق يتراضوا عليها ويضعونها نصب أعينهم؛ ويلفظوا كل من لا يؤمن بها. < على ان يكون هدف هذه المواثيق أن يخرجوا من (عباءة) أحزابهم؛ ويبنوا كيانات جديدة يكون همها الانسان السوداني وبناء نهضته ويكون همها الاستقرار في الوضع المعيشي والاقتصادي؛ وتلبية خدمات الناس ومطلوباتهم. < سمعنا أن الدكتور الترابي جمع بعض الإسلاميين الذين كونوا أحزاباً؛ ومنهم بناني ود. غازي؛ بغرض التفاكر حول إنشاء جبهة اسلامية عريضة؛ وهي محاولة من شيخ حسن لرتق ما (انفتق) عن الثوب.. لكن السؤال الذي يفرض نفسه: من هو القائد الذي سيكون على رأس الجبهة الجديدة؟ ألا زال (شيخ حسن) يبحث عن كيان جديد ليقوده بعد الثمانين؟