قائمة انتظار (المخ والأعصاب).. سيسألكم الله يوم لا سائل إلا هو
{في الوقت الذي تسمح فيه وزارتا الصحة الاتحادية والولائية بالخرطوم، بسفر مئات الأطباء الاختصاصيين والاستشاريين للعمل بالخارج أفواجاً وجماعات، فإن قائمة الانتظار للمرضى الذين يحتاجون لعمليات جراحية كبيرة بقسم المخ والأعصاب بمستشفى “إبراهيم مالك” (بديل مستشفى الخرطوم وحوادث الشعب)، تمتد إلى العام 2018م !!
{هل تصدقون؟! وهل تعلم قيادة الدولة أن هناك مرضى (بين الحياة والموت) يحتاجون لعمليات جراحية عاجلة في المخ والأعصاب، ولا توجد فرصة بمستشفيات الدولة لإجرائها قبل عامين؟!
{والحل المتاح عند أهل هؤلاء المرضى المعسرين أن يلجأوا للمشافي الخاصة بتكلفة متوسطة قد تصل إلى (34) ألف جنيه أو أكثر، هذا إذا أجريت في مستشفى يقال إنه(خيري) كالمستشفى الكويتي، كالحالة التي طالعت أوراقها أمس، فما بالك بمستشفيات (البزنس) الأخرى المحظوظة التي لم تطالها بعد قرارات (الإغلاق) مع (الغرامة) بأحكام تصدرها من حين لآخر، إدارة المؤسسات العلاجية الخاصة التابعة للوزير البروف “مأمون حميدة” صاحب مستشفيات (الزيتونة)، (يستبشرون) بفروعها وصاحب امتياز إدارة المستشفى (الأكاديمي)!!
{قائمة انتظار طويلة (Waiting List) لمرضى ذوي حالات بالغة الحساسية والتعقيد، يعانون بالضرورة من آلام لا تحتملها الأجساد السقيمة المنهكة بالمسكنات لسنوات طوال، يحدث هذا في بلد (يصدر) آلاف الأطباء سنوياً إلى دول ليس في مشافيها الحكومية (قوائم انتظار) لعمليات جراحية!! يا لها من مفارقات!
{الواجب الديني والوطني ومهام التكليف (الانتخابي) تفرض على رئاسة الجمهورية أن تستدعي والي الخرطوم، ووزير الصحة بحكومته إضافة لوزير الصحة الاتحادي، لاستجوابهم حول معاناة مرضى المخ الأعصاب، القلب، ومرضى على بوابات أقسام متخصصة أخرى، بانتظار منادي (غرف العمليات)، حيث لا غرف ولا جراحين !!
{كل مريض يموت قبل أن يأتي موعد عمليته في “إبراهيم مالك” أو “الشعب” أو “مركز القلب” أو غيرها من مستشفيات الدولة، سيسألكم الله عنه يوم لا سائل إلا هو، كيف مات، ولم لم توفروا له الأطباء – على كثرة أخطائهم الطبية – ولم لم تفتحوا له غرف العمليات في الوقت المناسب .
{ويومها لن تغني عنكم ألقابكم ولا شهاداتكم .. لا (بروفات) ولا (بلدوزرات)!!
اذاغملو معوقات لسفر الكفاءات مثل عدم استخراج جوازقبل اتمام فترة اجبارية للعمل بالداخل خصوصا لمن صرفت عليه الدولة من الجامعة الي الدراسات العليا لكان احدي
يادوب اكتشفت معاناة مرضي المخ والاعصاب وحا ازيدك من الشعر بيت احد اخصائي المخ والاعصاب المشهورين اقسم لي بالله ان بعض مرضاه يموتون من عدم توفر الادوية الضرورية لحالاتهم.
في موقع آخر من هذه الصحيفة خبر عن موافقة الإمارات على إنشاء مضمار سباق الهجن (البعير) في الخرطوم ولاحقا في نهر النيل وكسلا . لماذا لا يتم الإتفاق على إنشاء مستشفى تخصصي تجرى فيه العمليات الكبيرة مثل المخ والأعصاب والقلب والكلي طالما لدينا كوادر مؤهلة . معظم الجامعات الآن بها كليات طب وتخرج أعداد كبيرة من الأطباء إلا أنه لا مجال لاستيعابهم في المستشفيات لذلك يفكرون في الهجرة إلى بلاد أخرى بدلاً من الإنتظار . كما أن المستشفيات القائمة بالبلاد حالتها مزرية من جميع النواحي وأولها النظافة فالمستشفى نفسه يعاني والبيئة المحيطة تساهم كذلك في تردي أوضاع المستشفى ومن ثم مضاعفة المعاناة للمرضى ، ونسمع من وقت لآخر عن توقف أجهزة غسيل الكلى في مستشفى وعدم توفر جهاز أشعة مقطعية في مستشفى آخر ، كما تم عرض بعض المستشفيات الولائية في أوضاع لا يمكن أن يقدم علاج لأي مريض حتى ولو كان يعاني من نزلة برد ، بالإضافة إلى عدم وجود سيارات إسعاف فالمريض حتى ولو كان مرضه خطير أو معدي يستقل المواصلات العامة أو البكاسي للوصول إلى المستشفى يحدث هذا أيضاً في حالات الولادة ، ويقوم الوالي من وقت لآخر وبأسلوب عقيم بنفير لصيانة المستشفى والمدرسة وغيرها . توجد وزارتين للصحة في الخرطوم ووزارة صحة في كل ولاية إلا أن مستوى الخدمة لم يتطور منذ خروج المستعمر الذي أسس لكل الخدمات القائمة في بلادنا من صحة ونقل وغيره ، بالتأكيد فإن رواتب وزراء ووكلاء ومدراء وزارات الصحة والمخصصات الأخرى كفيلة ببناء أكثر من مستشفى حديث إذا توفرت الإرادة والإدارة .