عالمية

تعليمات عليا بتحسين صورة الشرطة في الدراما المصرية


بعد ثورة 25 يناير، كثر الحديث عن حرية الإبداع وارتفاع سقف النقد، ورغم ذلك لم يتم تطبيق أي شيء على أرض الواقع، وهناك أعمال فنية كثيرة، تمت مصادرتها، وأخرى تم التعديل في قوامها الدرامي، لأنها تهاجم وتنتقد ممارسات بعض رجال الشرطة.

ومن أمثلة ذلك، مسلسل “أهل إسكندرية” الذي كتبه بلال فضل، ومن إخراج خيري بشارة، وشارك في بطولته، هشام سليم وبسمة، وعمرو واكد، إذ تم وقف عرضه على القنوات الفضائية، لأنه ينتقد ممارسات الداخلية الخاطئة.

وعلى الجانب الآخر، تمت إجازة عدد كبير من الأعمال التي تظهر الوجه الجميل للشرطة فقط، مثل مسلسل “من الجاني”، بطولة إياد نصار و”أريد رجلاً”، بطولة حازم سمير وظافر العابدين، و”سبع أرواح” بطولة النجم خالد النبوي.

ومن يتأمل المشهد حاليًا، يكتشف أن هناك تعليمات عليا من الدولة، بعدم المساس بالداخلية وإظهار وجهها المضيء فقط، وهو الأمر الذي علق عليه العديد من الفنانين، باعتباره قيودًا على حرية الرأي والإبداع.

تقول الفنانة الكبيرة صفية العمري: “أرفض الوصاية على الإبداع، فإذا أردنا فنًا حقيقيًا، يجب أن تطلق الحرية للمبدعين، فالفن ليس للمتعة والتسلية فقط، ولكنه طريق للتنوير والارتقاء بمدارك الإنسان، وكنت أتمنى إلغاء الرقابة على المصنفات الفنية، وأن نترك الأمر لضمير المبدع المخلص لوطنه، الآن الرقابة موجودة، وتعليمات عليا موجودة، فكيف نرى فنًا حقيقيًا يعبر عن أوجاعنا ومشكلاتنا”.

وأضاف طلعت زكريا: “لست مع فرض قيود على الإبداع، لكن هذا الأمر مقبول في ظل الظرف السياسي الذي تعيشه مصر حاليًا، وباختصار شديد، أنا مؤيد لمنع أي عمل يهاجم الشرطة، إذا كان ذلك في خدمة الصالح العام”.

وتابع: “الكل يعلم أن العلاقة بين الشعب والشرطة متوترة، ولهذا السبب بالتحديد خرجت ثورة 25 يناير، ولكن يجب الاعتراف أن بعض رجال الشرطة يقومون بممارسات خاطئة، والبعض الآخر لديه ضمير وطني، وإذا عرضنا أعمالاً تلقي الضوء على النماذج السلبية، سوف يزداد الاحتقان بين الناس وجهاز الشرطة، خاصة أن تأثير الفن على الجمهور، كبير وسريع”.

ويؤكد الكاتب بشير الديك، أنه من الخطأ فرض قيود على الإبداع، والنظام السياسي الحالي، يجب أن يكون شجاعًا ويتحمل النقد، ورجال الشرطة ليسوا آلهة، والأطباء ليسوا ملائكة، ودور الفن هو النقد من أجل تصحيح المسارات الخاطئة، والسكوت يضاعف من حجم الأخطاء، ويجعل السلبيات تزداد يومًا بعد يوم.

وأضاف: “قدمت في فيلم (ضد الحكومة) بطولة أحمد زكي، المستشار الفاسد الذي جسد دوره الراحل أبو بكر عزت، وفى فيلم (الكبار) بطولة عمرو سعد، قدمت القاضي المرتشي، فالمجتمع القوي، هو الذي يواجه سلبياته ولا يهرب منها”.

ومن جانبه، قال الفنان عزت العلايلي: “الإبداع يموت تحت القيود، على الدولة أن تسمح للمبدعين بالعمل بحرية، ولا تصادر أعمالهم، فهناك دول تعرض أعمالًا تنقد سياسة رئيس الدولة، وهو جالس على كرسي الحكم، وهذا شيء طيب وإيجابي”.

وأكد أن جهاز الداخلية فيه أشياء إيجابية ورجال مخلصين لتراب هذا الوطن وفي نفس الجهاز أيضًا ممارسات خاطئة، فكل مجال به الصالح والطالح، والفن لا يسير في اتجاه واحد، ولكن يرصد ويقدم كل الصور، باختلاف أبعادها وتفاصيلها.

اليوم السابع