اسحق احمد فضل الله

واصلاح العجز (صرير الباب) (1)

> أستاذ
فيلم لذيذ ــ وفيه السجين المسكين يجد مفاتيح السجن ــ كومة هائلة في حلقة واحدة.. ويفتح باباً بعد باب.. والحرس يتجارون يبحثون عنه.. وعند الباب الأخير السجين يظل يجرب مفتاحاً بعد مفتاح.. وأصوات الحرس تقترب ــ والمشاهدون يصرخون في قاعة السينما.
> ونحن نجرب المفاتيح لإنقاذ السودان وأصوات الخطر تقترب.
(2)
> والخميس الأخير اذاعة حسين تحدث عن مشروع انقاذ السودان وعن الطيب صالح.. واذاعة البيت السوداني تحدث عن الطيب صالح.
> قالوا هو السودانوية.
> وأكثروا الحز وأخطأوا المفصل فالحكاية (حكاية الطيب صالح) هي.
> أمام دكان الحلة ــ في الليل ترقد مجموعة ود الرواسي فوق الرمال على القفا ــ صامتين.
> وفجأة يقول أحدهم بخفوت
: فلان مطموس…!
> ثم صمت ــ فقد فهموا.
> والغريب لا يفهم من هو فلان بين كل الناس.. ولا لماذا هو مطموس ولا لماذا الجملة هذه الآن.
> ومجموعة الطاهر فهموا لأن كل أحد هو (داخل) كل أحد.
> والسودان الآن لا أحد فيه يفهم عن أحد (رغم كل حوار) لأن كل أحد حصاة في كومة من الحصى (الحصى يتراكم.. لكنه لا يمتزج).
(3)
> وحسين يطلب التجربة الهندية للسودان.
> وعام 1994 نحصل على ملفات تجربة اليابان ــ التي تنهض من تحت الغبار الذري.
> وبعد القراءة نكتب فوق الملفات.
: نهضوا لأنه لم تكن هناك حرب.. ولأنهم كانوا يعرفون ما هو الوطن.
> ولأنهم عرفوا (مفتاح اللغز).
> مفتاح اللغز بعضه هو
: مهندس عندهم يعرف أن حصان الكاوبوي الأمريكي هو الذي صنع أمريكا ــ والمهندس يصنع الحصان الحديث (العربة).. مفتاح النهضة.
> ولأول / وآخر مرة/ الامبراطور هناك ــ وهو عندهم مقدس ــ يزور مواطناً في بيته.
> وحين مشى في الطريق لزيارة المهندس ــ الطريق كله والطرق من حوله يبركون على الركب.
> نهضوا لأن الوطن يعرف من يعرفون.
> واليابانيون يبتكرون العملية الانتحارية في الحرب.. بعدهم نحن (الدبابون).. بعدنا الاستشهاديون أهل الحزام الناسف الآن.
(4)
> وحسين يتساءل عن سبب العجز.
> وقبل عشرين سنة ــ دكتور الطيب ابراهيم (الطيب سيخة) يقول
: (سكت لينطلق المدفع
لأن القول لا ينفع).
> المثقفون حملوا السلاح والثقافة للاصلاح.. يومها.
> والمخطط ينزع السلاح منهم ليصبح السلاح في أيدي الأمية البكماء المقاتلة.
> وحين يصبح الكتاب في وجه المدفع… النتيجة معروفة!! وهي ما يفعل الآن كل شيء.
> وحسين قال
: يجب طرد كل مدير فاشل.
> وفي اليوم ذاته كان مدير بعض الجهات.. من مكتبه في الخرطوم يدمر القضارف كلها.. والسودان.
> وفي الخميس قرار بسحب (الخيش) من القضارف.
> والخيش يقفز سعر الوحدة فيه من (3.5) ألف جنيه إلى ستة آلاف.
> ومحصول الذرة يضرب.
> والكارثة تصيب المزارعين وكل أحد بالجنون.
> والحصى الذي لا يمتزج هو الخدمة المدنية من هنا.. والأمن من هنا.. والسياسيون من هنا (حيث لا أحد يشعر أن القرارات كل منها هو »حرف« واحد من كلمة).
> والكلمة كل حرف منها عند وزارة أو جهة.
> والجهل بهذا يجعل سطور المدير تصبح كتيبة للتمرد. ولمخابرات مصر.
> والرجل يكرر خطأ الانقاذ عام 1992.
> ونهاية الثمانينات أحد أبناء الشيخ مصطفى الأمين يهبط جنوب النيل لفتح مدارس ــ (وبعض الناس هناك يعبد الحجر).
> وهناك الرجل يكتشف أن الناس جائعين.. وأنه لا دين بدون عجين.
> عندها يجعل الناس يزرعون آلاف الأفدنة.. دون أن يدفعوا له شيئاً.
> والانقاذ ــ في حمي الثورية عام 1991 تصادر المزارع هذه.
> والخطأ القاتل يحول المزارعين الى متمردين.
> قبلها ــ عام 1985 المخطط كان قد نقل عقار ــ المعلم بالحاج يوسف ــ إلى هناك للبحث عن تمرد.
> والمخطط كان قد أكمل صناعة قرنق في الجنوب منذ عام 1983 ويبحث عن تمدد له في الغرب وفي الشرق أيضاً.. ويعجز.
> وقرار طيب القلب مثل قرار مصادرة المزرعة هذه يعطي المخطط فوق ما يتمنى.
> القرار (لحقوه).. لكن بعد إيه؟!.
(5)
> والشيوعي خائن.. وعميل.. وكلب صيد.. لكل عدو أجنبي؟!.
> لا ..
> والاسلامي متخلف متحجر.. عنيف و….؟
> لا..
> وهذا .. وهذا ملائكة هم..؟ لا.
> > وفقرة يكتبها عبد الله علي ابراهيم عن صلاح أحمد ابراهيم توجز ــ قال عن صلاح (… فهو في صباه منطقة شيوعية وكهولته الباكرة منطقة لخصوم الشيوعيين وهو في كهولته منطقة محررة للاسلاميين بكوا وفاته بالدمع السخين).
> وتنقل صلاح بين القبائل.. سلمان الفارسي السوداني.. هو تنقل كل سوداني.. في البحث عن حل.
> فالناس ــ السودانيون كلهم لا يفتح خشم البقرة.. بل يفتح خشم التمساح يبحث عن الحل.
> وصلاح لايجده عند الشيوعيين ويجده / أو يجد خطوة واحدة منه/ عند الاسلاميين.
(6)
الحل اذن ــ ليس هو الضكارة بل هو أن تعرف كيف تستخدم الضكارة هذه.
> ولا هو النظافة.. مجرد النظافة.. ولا هو الطيبة (التي تصبح نوعاً من »الماعزية« حيث الماعز يقودها من يمسك اذنها).. بل هو أن تعرف كيف تستخدم النظافة هذه.
> ولا هو أن تقعد مديراً في مكتبك الفاخر تصدر القرارات حتى اذا أصبحت كارثة (جاءوك يحلفون بالله أن أردنا إلا إحساناً).
> ولا هو الحوار بين البندقية في أيدي الجهل وبين المثقف العريان.
> ولا … ولا …
(7)
> الحلول تفشل.. عندها يبحثون عن السودانوية.. الآن.. ويخلطون.
> و(الخلط) يبشر بالكارثة.
> فالوصف الجيد ــ البارع للسوداني.. والسودانوية يجعل الناس يخلطون بين الخمر ومذاقها وطربها.. وبين الخراب.
> وينسون أن وصف الخمر واسم الخمر.. ليس هو ذات الخمر.
> نحدث عن هذا.
> لكن الأمر الآن.. الأمر الوحيد الآن.. ليس هو (محاحاة) ومساككة بين الحكومة والمعارضة كما هو الحال منذ خمسين سنة.. الأمر شيء آخر يبدأ بالفرز.. فرز حقيقة كل شيء.. وكل أحد.
> ونقص الدرب.. درب المؤامرة التي تعبر من بغداد إلي دمشق إلى عدن إلى الرياض إلى طرابس إلى.. الخرطوم.

‫2 تعليقات

  1. ولاهو أن تقعد في مكتب الفاخر (تصدر) الكفاءات وتستورد الصلصة. هذا ما يفعله جهاز المغتربين . والسفارات والقنصليات لاتحل ولاتربط سوى (الكرفتة) ودبلوماسية العطور الباريسية والخمرة تحرج (الوطن) . . ريحة ناشفة ساكت كنا سكنا الطب والقمح والبطاطس تباع بالخارج باحترام شديد. ملايين الخبرات والمدخرات بالخارج تقيف في الصف لاستخراج رقم وطني ويتمنى الزول أن تخرج روحه.

  2. وصرير باب واحد للصادر لايكفي .. بل تم فتح أبواب في بحري وامدرمان على الأبواب .. وفرع البحر الاحمر واصبح مدير الجهاز هناك يسمي نفسه بأمين مغتربي البحر الاحمر وبدأ بالتحضير لمؤتمر ابناء البحر الاحمر بالمهجر. وكل قبيلة تجر مهاجريها.. وياهو الهجير