مقالات متنوعة

موسى يعقوب : مولانا “حنفي” رحلة عطاء وعُشرة

قبل أسابيع قليلة رحل عنا في مدينة النيل بأم درمان مولانا الأكثر شهرة وعُشرة الشيخ “حنفي إبراهيم” الذي كان من رموز الحي والحضور في كل مناسباته ومواسمه حتى أقعده المرض وكان فقده كبيراً.
الشيخ “حنفي” الأم درماني الذي ولد في 1927 ورحل في أول عام 2016م في 7 فبراير في عمر ناهز التسعين عاماً، شخصية قضائية شرعية وأكاديمية لها سيرتها، ففي 1941 التحق بمعهد أم درمان العلمي ومواصلة لذلك المشوار التحق بقسم الشريعة بكلية الحقوق كلية الخرطوم الجامعية في 1953م وتخرج في 1957م ليبدأ رحلة عمله التي كان لها ما يميزهاـ ويجدر بالإشارة هنا أن الزعيم “الأزهري” هو الذي قدم الشهادات الجامعية لمستحقيها ذلك العام – كما ذكر الشيخ “حنفي”.. ويبدو أنه العام الذي أصبحت فيه (كلية الخرطوم الجامعية) جامعة الخرطوم.
والراحل العزيز الذي عمل موظفاً بالمحاكم الشرعية لمدة عام بعد إكماله المرحلة الثانوية، بدأ رحلة عمله بعد تخرجه بالعمل مساعد قاضي شرعي وتمت ترقيته لقاضٍ بالدرجة الأولى، وكغيره من أبناء جيله في الخدمة المدنية أياً كانت مجالاتها، فقد تنقل الشيخ “حنفي إبراهيم أحمد فرح” في سائر مدن البلاد شرقها وغربها، وكانت منها شندي والقطينة وكادوقلي والدلنج – والقائمة تطول.
غير ذلك مما يحق ذكره ونحن نذكر الشيخ “حنفي” ونطالع سيرته هو أن مولانا قد عين في عام 1988 رئيساً لمجلس الإفتاء الشرعي. وفي المجال الأكاديمي كان يدّرس بجامعة أم درمان الإسلامية وجامعة الخرطوم عِلّمَي فقه الجنايات والميراث.
وفي 1989 كان قد أنهى حياته العملية القضائية وخلافها كنائب لرئيس القضاء وانتدب للعمل بدولة الإمارات العربية المتحدة لإنشاء محكمة التميز، وبعد عودته من هناك مريضاً كانت السلطة القضائية ورئيس القضاء حالياً مولانا الدكتور “حيدر أحمد دفع الله” أحد تلاميذه قد كرمته وعنيت بدوره في الجهاز القضائي والشرعي.
وصلتي الشخصية بمولانا الراحل الشيخ “حنفي إبراهيم” غير الجوار وعُشرة الحي السكني (مدينة النيل) هي أنه كان يصر على التواصل الأسري، ويحمد لكتابي (الراحلون) أنه ذاكرة تعطي من رحلوا حقهم.
وها أنا اليوم، والحمد لله ورغم مرور ثلاثة أسابيع تقريباً – على رحيل مولانا “حنفي”، أقوم بتخليد ذكرى الراحل العزيز التي تستحق ذلك وأكثر، فهو رمز وطني وشرعي وجموعي أم درماني يعترف له الكل بذلك. فألا رحمه الله وغفر له وأسدى له ما يستحق، وألزم آله وذويه وعارفي فضله حسن العزاء والصبر – آمين.