عبد العظيم صالح : الوحدة «الجاذبة»!!
٭ حي الوحدة بالحاج يوسف من أشهر الأحياء التي إقترنت بـ(أشواق) السودانيين في تحقيق الوحدة بين السودان والجنوب، وبقى الاسم بلا مضمون على أرض الواقع وكذكرى لأمنية كانت في الخاطر وضاعت سدى!! يحفظ الناس أسماء الكثير من القطارات التي جرت على قضيب السكة حديد، فالقطار الأشهر هو (قطر) نيالا وهناك قطر «كريمة» والذي اشتهر بخلفه «للمواعيد» و(قطر) حلفا السريع و(المشترك) بورتسودان!
٭ وذاكرة الشمال والجنوب تحتفظ بقطار بابنوسة واو والذي كان عاملاً مساعداً في تقريب الشقة ولعب دوراً إقتصادياً وسياسياً وإجتماعياً وثقافياً لا يمكن إنكاره!!
٭ أما تجربة قطار الوحدة فقد كانت فاشلة بكل المقاييس قطر الوحدة عرباته لا تتجاوز الأربعة وله رأسين، وذلك لتسهيل المناورة والحركة ومع ذلك لم تصمد تلك التجربة كثيراً!!
٭ ما أريد أن أقوله إن تجارب الوحدة في هذا البلد ليس (سعيدة)!!
٭ هذه الأيام تنشط في «الصحف» و «المساجد» والقروبات حكاية وحدة الإسلاميين!! وعندما نقول الإسلاميين فالكلام يذهب مباشرة للوطني والشعبي!
٭ صديقي الساخر قال لي الجماعة ديل ما بوحدوا معاهم ناس إبراهيم الشيخ!؟ مش كلهم مؤتمر!؟! ومش كلهم مسلمين؟!! المؤتمر الوطني ـ المؤتمر الشعبي ـ المؤتمر السوداني!
٭ قلت للرجل «سيب الهزار» وخليك جادي، قال لي أنا جادي بس إنت سيب الضحك!
ًً٭ قلت له وإنت مالك ووحدة الإسلاميين إنت (زول ساكت)!! لافي العير ولا في النفير!! لا مع علي.. ولا مع معاوية!
٭ قال لي: صاح كلامك لكن ديل لو اتوحدوا تاني معناها دفار «الكشة» رجع تاني!
٭ قلت له يا صديقي عجلة الساعة لن تعود للخلف، تلك أيام قد خلت!! وذهبت التجربة الأولى بخيرها وشرها.. وهنالك مراجعات واعترافات بالأخطاء التي ارتكبت وبالتجاوزات لتي حدثت، وبالخروقات التي جرت في تلك الأيام لقد قالوا «التمكين خليناهو»!
٭ الوحدة مطلوبة لكل الأحزاب والتيارات السياسية فآفة هذا البلد تكمن في روح الإنشقاق التي باتت هي المسيطرة هذه الأيام..
وبعد وفاة الترابي نشطت مجموعات الإسلاميين للحديث عن وحدة الحركة!
٭ ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل تتوفر العوامل التي تجعل من هذه الوحدة «جاذبة»؟!!
٭ من (الصعب) الإجابة على هذا السؤال ولكن من (السهل) القول إن هذه الوحدة لن تأتي بسهولة ودونها حواجز وعراقيل و(مصالح)
جملة أشواق الإسلاميين (ما بتجيب الوحدة)!
٭ الأشواق شيء والواقع شيء!!
٭ الواقع يقول إن مياهاً كثيرة قد جرت تحت الجسر !! وبانت الأخطاء. أخطاء «التنظير» والتطبيق!! قبل الحديث عن الوحدة يجب «نقد التجربة» بقسوة والاعتراف بالأخطاء أهم!!
٭ وقبول الواقع والذي يتمثل في تقديم أشواق السودانيين على أشواق الإسلاميين!!
٭ بعد ذلك الوحدة «ساهلة» وممكنة وجاذبة كمان!!