محمد لطيف : من إسراء إلى الوالي.. قبل زيارة.. حاج الصافي
حرصت على أن أضع على طاولة السيد والي الخرطوم.. قبل أن يتوجه إلى مستشفى حاج الصافي.. (عرضحالا) من طبيبة مكتوية.. وموجوعة من داخل الحقل الصحي.. وهي جزء من صرخة صادقة أطلقتها في حشد من الأطباء.. ونشهد لهذا الوالي أنه ما من (مسألة) عرضت عليه إلا ووجدت عنده الحل الناجز.. وأحسب أن قراءة هذه العرض الصادق أهم من زيارة مشفى يعرف السيد الوالي كل صغيرة وكبيرة فيه.. وأن انحياز الوالي لهموم الأطباء التي هي هموم المرضي أهم من الانحياز لشعار لا يسنده تنفيذ على الأرض.. تقول هذه الطبيبة الشجاعة مخاطبة زملاءها:
“لابد أن نؤمن بإنو نحن عندنا القدرة إنو نوفر لأي عيان جوة البلد دي مستشفيات أحسن من المستشفيات الجايي منها الدكتور دا في إيرلندا، لو ما آمنا بالكلام ده ما حنتحرك من المكان ده ولا خطوة، الزملاء القِدامِى سردوا كيف الآلية بتاعة إنو نحنا نعمل شنو وما نعمل شنو ونخش قروبات الواتس وغيرو وغيرو، الناس تستفيد من الحشد ده بأكبر شكل ممكن، إنو شنو؟، الناس تطلع من هنا بفكرة واحدة، إنو أنا أي اجتماع جايي لو وين ووين حأحضرو، ثانياً إنو أنا أي جمعية عمومية بتاعة أي حاجة ليه ما أكون جزء منها؟، ثالثاً أي جسم ما أخاف مافي حاجة بتخوف، مافي أي حاجة بتخوف، إذا نحنا، أي طبيب عمومي، وأي طبيب امتياز، وأي نائب أخصائي وأي أخصائي، البخوف شنو؟، البخوف شنو تاني؟!!، مافي زول بقدر يعمل ليك حاجة، الناس ما تخاف إنها تكون جزء من أي جسم نقابي حيتكون في المستشفيات حيتكون في الولايات، حيتكون في غيرو وغيرو.!
دايره أتكلم عن حقوقنا، الحقوق ما حقتنا نحنا برانا كأطباء بالمناسبة ولا حقت نواب الأخصائيين ولا مشكلة “روتيشن”، ولا مشكلة غيرو وغيرو، ولا بيئة عمل، ولا استراحة قاعدين كلنا مكدسين في أم درمان دي، في زي يكون عشرين سرير، نحن البنكون بايتين في الاستراحة دي أكتر من 200 طبيبة، نقسمها كيف؟، تطلعي تجي تقعدي في الحوادث تسِدّي، مع إنو ده وقت الراحة بتاعتك، تطلعي تجي تسدي في الحوادث مع زميلاتك بس ده البحصل، لأنو مافي حتة ترقدي فيها، والمشاكل الزي دي كتيرة، “التيكت” أم خمسة جنيه بتاعة اليوم كلو!!، وغيرو وغيرو، والمشاكل البتلاقينا أي يوم نحن فيهو “ديوتي”، دي مشاكل كلها أبسط من بسيطة. بالنسبة لي المشكلة الحقيقية، تفريطي أنا، أنا إسراء أحمد، في حق أي عيان، بفرط في حقوق العيان كيف؟، لما يجيني عيان والـ”سي بي سي”، ما شغال، أكتب ليهو “سي بي سي”، يعملو بره بـ 80 جنيه وانا من واجبي أوفر ليهو “سي بي سي”، في المستشفى، من حقو عليْ أنا. ولما يموت المريض لأنو جهاز الـ “سي بي سي”، ما شغال، لأنو أنا ما عارفة الحاصل عليهو شنو، بشكي لي “تيبكال جستمينت”، لأنو لو ما عملت “سي بي سي”، ما بقدر أأكد، أنا يموت العيان قدامي وما قدرت أعمل ليهو حاجة، الـ “فاسيليتس”، مافي، لكن أنا لو كنت جسم محترم وراء الأطباء ديل ولو كان في جسم بدعمهم وبلمهم وبنَكَوِنوا نحنا ذاتنا الجسم ده ما حتحصل الحاجات دي، أي إدارة مستشفى بتوفر لي أي حاجة أنا عاوزاها، لأنو وراي جسم قوي، بطالبها بيها وبتوفر لي أي حاجة بطلبها منها، بتوفر لي معمل محترم ما بيطلع لي نتيجة بتاعة “راندم” 21، والعيان ياهو قدامي نصيح أنصح مني، بجيك مريض بانو 21 الـ”راندم”، بتاعو والعيان ياهو قااااعد بتكلم معاك بحكي ليك في مشاكلو شنو!!، مشاكلنا أكبر قلت ليكم من مشاكلنا الشخصية بس، مشاكلنا في الحقل الصحي إنو في حق عيان بحصل ليهو أي حاجة بسبب تفريطنا نحن في حقوقنا، في حقو مسؤولين منو، أي عيان نحن مسؤولين منو، أي عيان تحصل ليهو حاجة نحن المسؤولين منو، لأنو نحن المفرطين في حقوقو، لأنو نحن بكل بساطة زي ما قلت ليكم العيان بجي وأي جهاز ما شغال في المستشفى نقول ليهو أمشي أعملو لينا بره، ما صح.. دي ما صاح مني أنا كطبيبة… ما شغالين بس نمشّي الوضع نمشّي في الـ “كداس” نمشي في الشنو.. والحقوق كل يوم بتسقط وتتراكم ورانا، الحقوق كلو يوم بتسقط وبتعمل كوم بهناك في رصيدنا بالسالب، الموضوع المفروض يحصل بس التفاف حول النواة القايمة دي اللي هي لجنة أطباء السودان المركزية وتكوين فروعها والناس ما تخاف.. الخواف ما بجيب حقو، والخايف يمشي يقعد في بيتهم ما دايرين منو أي حاجة.. الخايف ما يجي.. ما دايرين منو أي حاجة.. بالجد بالجد ما دايرين منو أي حاجة ويمشي بيتهم.. الناس ما تخاف.. والناس لو كلها مع بعض مافي شي بيخوف”… دمتم.. ودمتي!