سمية علوي : المرأة وتحدي الذهنيات
المرأة وعيدها وتمام خيرها.. 08 مارس في عمق ظاهره اعتراف بعطائها في سوق العمل، لكن عموم المسألة لا يبوح بخير، فهو نصف اعتراف كنصف اليوم الذي يُمنح لها للاستمتاع بسويعات تُحسب في رزنامة الأعياد.. صحيح أن الخطابات الرسمية جميعها تبعث على التفاؤل بمستقبل تساهم في بنائه المرأة التي وصلت إلى أرقى درجات التعليم وفي شتى الميادين، لكن المؤسف أن أرض الواقع لا يعكس بتاتا ما تتضمنه الرسائل الرسمية أو حتى القوانين، لأن العرف يمنع هذه المرأة من الازدهار مهنيا، ويحدد مجالها بل ويضيّقه عند ميادين لا تتعدى الموضة والأنوثة والتربية، لتُمنع بطريقة غير مباشرة من كل ما هو ابتكار وتخمين واستشراف، على كل.. الرجل هو من يقرر، وإن حصل وسمح لها بالمشاركة في الحياة السياسية فإنه في الحقيقة يمنعها عندما لا يوفر لها دار حضانة تساعدها في تربية الأولاد، وإدارة وقتها من أجل التفرغ للحياة السياسية والاقتصادية، لأن هذه النقطة بالذات تشكل حجرة عثرة في طريقها ومسار إثبات قدراتها.. أمر يعيه الجميع “والله يجيب اللي يسمع”.
إن المرأة كرمها إسلامنا الحنيف، بيد أن التقاليد البالية مازالت تحول دون تحقيق التكافؤ المرجو.. أعتقد أن أمامنا أشواطا عديدة من أجل تغيير الذهنيات وتنويرها، وتلك أعتى المهمات.