عبد العظيم صالح : العرّس دقس..!!
بائع الخضار الخمسيني في سوق بحري لفت إليه الأنظار في هذه اللحظات وقام باختراق جدار الصمت بهذه الجملة «اللحنية» ذات السلم الخماسي الخفيف!!
الباعة صامتون.. لم يعد هناك أحد ينادي على خضاره «علينا جاي» تبخرت كل كلمات المناداة على الزبائن في الهواء.. لن يأتي أحد!! وكل الذين يتجولون الآن كأنهم يمرون بإحدى صالات معرض تحوي أنواعاً من المعدات الثقيلة والبضائع التي ليس في مقدور أحد شراؤها!!
صاحب الخضار غنى بأعلى صوته «العرس دقس» ما أجمل الاقتباس.. المطربون الشباب يسرقون من القديم وهنا قام «عمك» باقتباس الأغنية الشبابية «الفرط في ريدو دقس.. إجي غيرو إعمل مقص»!!
«المقصات» كثيرة هذه الأيام.. ومعها التقاطعات والتجاذبات!! الدائرة ضاقت حول البائع المغني ومعها هذه القراءات النقدية السريعة للأغنية «المنجورة» «العرس دقس»!! ليس في مقدور الأسر والبيوت مجاراة هذا الجنون الغريب في الأسعار.. ثمة مؤامرة واضحة هنا!! المرأة الأربعينية ذات الحنة المنقوشة قالت: الحالة صعبة و «الرجال» ما بقدروا على الوضع ده!!
السوق زي الزفت – أي شيء مولع نار!!.. قالوا دايرين ينقصوا مرتبات الدستوريين!! غنى صاحب الدرداقة!! تاني ليه صدقتكم!!
يا أخوانا صدقنا حكاية مرتباتكم الدستورية دي!! شوية ما كثيرة!! لكن كم عدد الشغالين معاكم في البيوت وفي المكاتب «الحكومية» والحزبية!! البائع الصغير يقول للرجل الذي ينحدر من طبقة العمال!! يا عمك الجنيه ده ما ساير عندنا!! ده قرن شطة ما بيجيبو ليك!! الدكوة الزي كيس «الصعوط» دي بـ «4» جنيه!
الحاجة الكبيرة قالت الأسعار في «المركزي» أرخص لكن خائفة من «الدخان» في «الزلط» يعمل لي الحساسية!! عمك البائع الفنان ضحك وهو يسترجع أيام زمان: يا حليل يا حاجة زمن الدخان الأصلي «يضربوا في أبي جنزير في ساعتك تعطسي في شمبات»!! المرأة الأنيقة قالت إن المحل الفاخر في بحري إياه رفع أسعاره فجأة وبصورة مبالغة قلت للبائع كواري «الصيني» أمس كانت الواحدة بـ 6 شنو الخلاها الصباح بـ 8 ونص!!
قال لها يا بتنا الحكومة رفعت الدعم عن المواطن ونحن كمان رفعنا دعمنا!! وما فيش حد أحسن من الثاني!!
في هذا المشهد لم يبدو صاحب الأمجاد سخيفاً عندما توقف أمامي بدأ كأنه كأنه يقود قطار امستردام الفاخر أو يحلق بنا فوق براري كندا وهو يقود إحدى تلك الطائرات التي تشبه الفراشات الملونة.
السائق المنفوش «فتحة خشمو» قال المشوار للدروشاب بـ 50 جنيه!!
صوت المغني يرتفع بالغناء في وسط السوق ولسان الحال يقول يغني المغني ولكن اين «ليلى»؟
(خارج الصورة – صحيفة اخر لحظة)