مقالات متنوعة

أسامة عبد الماجد : نافع .. العودة بالشباك

O من الطرائف الساخرة عن عهد الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر، الذي أراد أن يحيط نظامه بهالة من السرية باستخدام جهاز أمني قوي، و كان من مشاريع عبدالناصر السرّيه مطار عسكري في الصحراء، لكن يقال لو سافرت بالطريق الصحراوي من القاهرة إلى الاسكندريه بسيارات النقل العموميه لسمعت بائع التذاكر عند الموقف المقابل للمطار العسكري ينادي (المطار السري).
O وقريباً من ذلك فلسان حال المؤتمر الشعبي، لا يوجد(سرية ولا يحزنون)، في علاقته بغريمه الوطني، وقد كشف القيادي بالشعبي، البروف محمد العالم عن لقاء جمع الفقيد د. حسن الترابي بالقيادي بالوطني نافع علي نافع .. تابعت الصحف الأيام الفائتة وقد تقبلت الأمر وكأنما نافع نائباً للرئيس البشير تنظيمياً.
O الأمر جد يستحق تمعن كون رجل بقامة الترابي يلتقي نافعاً وهو أمر لا يخرج من حزمة احتمالات ..
أولاً ، إما نافع لا يزال متنفذاً، وهذا يهز كرسي نائب رئيس الوطني إبراهيم محمود وهذا مايعرض الحزب لهزة
ثانياً: وجود نافع يعني ردة الوطني عن مشروع التغيير الذي بشر به، وطمأن شباب الحزب والغاضبين، وهذا يعني عودة نافع بالشباك، مما قد يفقد الحزب مصداقيته أمام قواعده قبل الآخرين.
O ثالثاً : وجود أدنى إحساس أن نافعاً لايزال يملك زمام المبادرة، وأن خيوط اللعبة بيده يجعل من غادروا معه، بما فيهم النائب الأول السابق على عثمان محمد طه، يعيدون حساباتهم، ويجعلهم يستشعرون أنهم خدعوا.
O رابعاً : قد يصدق كثيرون فرضيه الكاتب الإسلامي إسحق فضل الله بأن (المفاصلة)، كانت مسرحية، فما من تقارب بين الترابي ونافع، الذي كان أحد الموقعين على المذكرة الشهيرة – مذكرة العشرة – بل كان ترتيبه الرابع. خاصة وأن نافع عقب (المفاصلة) تصدى لحملة تشوية صورة الترابي بالولايات التي طاف عليها مبشراً بمعسكر (القصر).
O خامساً : مايرجح فرضية وجود نافع، أن الترابي إلتقاه، ومعلوم أن الشيخ صاحب فكر ثاقب، وقد يكون ليأمن جانبه أو يجعله في خانة (المحايدين)، وقد أسلفنا القول أن نافع كان أشد خصومة للشعبي وشيخهم.
O سادساً: عقب المشادات التي وقعت في ندوة (علي الحاج)، وأبطل فيها ممتاز مفعول حالة التهور الكامنة في الناجي، ظهر نافع بتصريح فيه كثير من تلطيف الأجواء، حيث قال للزميلة (التغيير) أمس (مافي داعي للمشادات بين الوطني والشعبي) وهي محاولة منه للظهور بوجه جديد ، بعيداً عن (لحس الكوع).
O أخيراً ظهور نافع إلي سطح الأحداث مرة أخرى، لن يجابه بمعارضة من قيادات داخل الوطني (سترى أن وجوده خصماً عليها بعد أن برز نجمها)، بل سيجابه بمعارضة عنيفة من صقور الشعبي التي لم تنس تداعيات المفاصلة.

(اذا عرف السبب – صحيفة اخر لحظة)