مقالات متنوعة

عامر باشاب : انتبهوا قبل فوات الأوان

{ من منا لا يحب أن يدخل الجنة دار السلام ويسعد بها ويتمتع بنعيمها الدائم غير المنتهي، هذه الفرصة متاحة لكل فرد مسلم والداه على قيد الحياة (أمه وأبوه) كلاهما أو أحدهما.
{ نبي الرحمة “صلى الله عليه وسلم” يقول (الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأضع هذا الباب أو أحفظه). رواه الترمذي وصححه الألباني.

{ وكل من لديه أم أو أب على قيد الحياة فليحرص على طاعتهما طاعة كاملة، وأن يعطيهم حقهم في التوقير والتقدير والاحترام، وأن يوفي لهم بكل حقهما في البر والإحسان.

{ والإحسانِ إلى الوالدين من النعم العظيمة التي خصنا بها رب العزة الرحمن الرحيم، وحثنا رسولنا الكريم “صلى الله عليه وسلم” على طاعتهم ورعايتهم والاهتمام بهم عند الكبر، وهذا لأنهم رعونا واهتموا بنا عندما كنا صغاراً، بل ولأن لله سبحانه وتعالى أراد أن يكونا سبباً في وجودنا في هذه الحياة الدنيا.

{ وعظمة ومقدار الوالدين تتجلى في أن الله قرن حقهما بحقه لقوله تعالى سبحانه (وَاعْبُدُوا اللَّهَ ولاَ تُشرِكُوا بِهِ شَيئاً وَبِالوَالدَينِ إِحْسَاناً) سورة النساء الآية (35)
وقوله تعالى ( أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ) سورة لقمان الآية (14).
وعن “عبد الله بن عمرو” أن الرسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (رِضَي الرب فِي رضي الوالد، وسخط الرب فِي سخط الوالد) رواه الترمذي

{ وبر الوالدين أن تعاملهم بلطف وتتذلل لهم وتعمل على راحتهم ليل نهار، وتطيعهم في كل ما يرضي الله وألا تضع في مكانهم أحداً وأن تتأدب في الحديث إليهما وتراعي مشاعرهم في صغيرة وكبيرة لقوله تعالى: (فَلاَ تَقُل لهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا ) الإسراء 23

{ وعليه لابد أن ينتبه الجميع أن بر الوالدين فريضة في دين الله وهذا لعظمته وأهميته، والمؤمن لو ظل عمره كله يبر والديه لما وفاهما حقهما وفضلهما وما قام بجزء يسير بواجبه تجاههما.
وما يؤكد بأن بر الوالدين فريضة في دين الله قوله تعالى (وَبِالْوَالِدينِ إِحْسَاناً) البقرة 83

وضوح أخير

{ للأسف الشديد في هذا الزمان يغفل الكثيرون عن بر الوالدين والإحسان لهما، بالرعاية والعطف والحب والمواصلة والملاطفة والمودة والرحمة.
والمؤسف والمحزن حقاً نجد أن كثيراً من الأبناء في هذا الزمان العجيب يتعاملون مع آبائهم وأمهاتهم كمعاملتهم لعامة الناس. وهؤلاء لو لم ينتبهوا لأنفسهم قبل فوات الأوان فسيخسرون الدنيا والآخرة.
فكم من متحسر ونادم يتمنى أن يعود والداه إلى الحياة ليصحح خطأه تجاههما.