احمد المصطفى ابراهيم : الدورة المدرسية ما لها
منذ أكثر من عقدين من الزمان وإدارة النشاط الطلابي تقدم منشطاً لا صفياً رائعا سمته (الدورة المدرسية) ولعمري هو منشط تنافسي رائع وزادته قوميته وانتشاره في كل ربوع السودان القديم والجديد حيث صار يقدم كل عام في ولاية من الولايات.
تتنوع مجالات المنافسة شعراً وإلقاءً وخطابة ودراما وغناءً بالإضافة لكل ضروب الرياضة كرة يد، كرة طائرة وسلة وطبعا كرة قدم بعضها للبنات وكلها للبنين.
هذا بالإضافة إلى التلاوة، المدائح النبوية، الإنشاد الديني، الغنائي الوطني، الشعبي والحديثـ ثم الشعر والنثر ثم التأليف المسرحي، علاوة على المسرح العالمي والمسرح البيئي. وفي السنوات الأخيرة دخلت الابتكارات التقنية والتعامل مع الحاسوب وتطبيقاته.
كل هذه المنافسات تقام من القواعد تبدأ من المدرسة وتتبعها منافسة الوحدة الإدارية ومن ثم المحليات والفائزون من المحليات يصعدون على مستوى الولاية حتى يمثلوا الولاية في الدورة المدرسية القومية. والتي تقام كل عام في ولاية من ولايات السودان 17 ولاية (صحيح واللا أمكن عملوا واحدة أو اثنين في هذا الأسبوع وما سمعنا بهم طبعا دارفور لا مجال لولاية فيها بعد الاتجاهات الأربعة والوسطى إلا يسموها دارفور فوق ودارفور تحت).
كل هذا نشاط لا صفي مطلوب تربوياً لدرجة الواجب والصرف عليه يثلج الصدر مهما غلا وما يقام في الولايات من ملاعب ومسارح سيكون إضافة يستفاد منها في مقبل الأيام في زمن ما عدنا نسمع فيه العبارة الشهيرة: (أعطني مسرحاً أعطك أمة) لقد سرق الانترنت كل المشاهدين والجمهور.
طيب عايز تقول شنو؟ ما دام دتا كله إيجابي
يبقى زمن الدورة المدرسية مشكلة حقيقية كثير من أولياء الأمور يمنع ابنه أو بنته من المشاركة خوفا عليه من تضييع الوقت على حساب التحصيل الأكاديمي إذ يتغيب المشاركون قرابة الشهر في المنافسات، ولعمري هو زمن ليس بالقليل مقارنة مع عام دراسي لا يصل 160 يوما دراسيا في أحسن حالاته (هذا بعد حذف أعياد أكتوبر والإنقاذ والكريسماس).
لماذا لا تقام الدورة المدرسية ومنافساتها في وقت لا دراسة فيه إما أن تكون في إجازة منتصف العام أو في العطلة الصيفية عندها سينافس مبدعون كثر.
والمأخذ الثاني: من المستفيد من الدورة المدرسية؟ وكيف تعمم فائدتها على كل الطلاب؟ هذا ما لم يقف عنده القائمون عليها وإلا لرأيناها موزعة في cd على كل مدارس السودان (حتى الذين جلسوا على البروش لأداء الامتحان، بالله الصورة التي تناقلتها وسائط التواصل الاجتماعي ألا تجعل الوالي والمعتمد يبيعون سياراتهم حتى تجلس الطالبات للامتحان على كراسي وأمامهن أدراج؟)
ليس كافيا عرض هذا الجهد الذي استغرق شهراً على الأقل في قناة قد يراه البعض ولا يراها كثيرون. وحتى القنوات لا تهتم إلا بيوم الافتتاح الذي يشهده في الغالب النائب الأول ويوم الختام الذي يشهده الرئيس.
أتمنى أن يجد هذا الموضوع ما يستحق من النقاش والتجويد وتعميم الفائدة.