المفاصلة .. مسرحيات “إسحق فضل الله”!
{غريب بل عجيب أن يدعي الأخ “إسحق أحمد فضل الله”، أن مفاصلة الإسلاميين الشهيرة في نهاية العام 1999م التي كان يمثل قطبيها الرئيس “البشير” والشيخ “الترابي”، كانت مجرد (مسرحية) وأنه – إسحق – كان جزءاً من المسرحية بهجومه العنيف على الشيخ الراحل!!
{من كان مؤلف هذه المسرحية ومن كان مخرجها ومن كتب السيناريو؟! يبدو أن “إسحق” يعلم أن “الترابي” كان المخرج والمؤلف وكاتب السيناريو وممثل دور (البطولة) في المسرحية! بينما تقاسم معه البطولة المشير “البشير” وشيخ “علي عثمان”، فيما أسندت أدوار ثانوية للدكتور”علي الحاج” والشيخ “السنوسي” والفريق “صلاح قوش” وقادة (مذكرة العشرة) من البروف “إبراهيم أحمد عمر” إلى صاحبي الفكرة والصياغة “سيد الخطيب” و”بهاء الدين حنفي”!!
{أو ربما لم تكن هناك أدوار (ثانوية) في هذه المسرحية من دون جميع المسرحيات على جميع خشبات العالم! ممثلان فقط هما “البشير” و”الترابي” وربما معهما ثالث في أفضل التحليلات هو”علي عثمان” باعتباره نائب “البشير” في رئاسة الجمهورية، وفي ذات الوقت نائب “الترابي” في أمانة الحركة الإسلامية، ما يجعل له قدرات وإمكانيات (تمثيلية) عالية !!
{لا شك عندي أن ما يقوله أستاذ “إسحق” مجرد (خزعبلات) وخيالات ما لها من حيز في أرض الواقع السجمان!!
{ولو كان “البشير” و”الترابي” و”علي” يجيدون التمثيل بهذا الأداء الفني فائق الروعة مستغرقين بكامل حواسهم وأعصابهم في (الدور) ولمدة (16) عاماً طويلة، فإن الفنان الأكبر “عادل إمام” يحتاج أن يأتي غداً وفي أول (طيارة) قادمة من “القاهرة” للتعرف بسادة التمثيل وأساتذته الكبار .. هنا في (خرطوم المسرح الموسمي) والسينما الغائبة والدراما (المعسمة) !!
{وإذا كان للأخ الكريم “إسحق فضل الله” دور في تلك المسرحية الأعظم في تاريخ السودان، فلا شك أن للدكتور “نافع” دوراً، ولـ”المحبوب” دوراً ولـ”خليل” و”جبريل” أدواراً !!
{وإذا كان ذلك كذلك، وأن الأخ “إسحق” قد أعلن نهاية المسرحية من (عموده) دون حاجة لمؤتمر صحفي وقبل أن تكمل المعلومات السرية الخطيرة مدة (25) عاماً، ليفرج عنها عملاً بنظام (الإنجليز) في ما يتعلق بالوثائق البريطانية، فإننا ننتظر من قائد حركة (العدل والمساواة) الدكتور “جبريل إبراهيم” أن يلتزم (بالدور) ولا (يخرج عن النص)، ويسلم نفسه فوراً لرئاسة (المسرحية) بعد تسريح جميع جنود الحركة وإخلاء سبيل (الأسرى) وتسليم العتاد والسلاح والمال لإدارة (الإنتاج) !!
{بالتأكيد هي (خزعبلات) تعشعش في رؤوس البعض، وليس “إسحق” وحده، بل أن بعض زعماء المعارضة يرددون مثل هذا الحديث في لحظات العجز السياسي و(انسداد الأفق) عندهم !! إذ ما زالوا مأخوذين بالتمويه الأول – لا يرقى لوصف مسرحية – في (30) يونيو 1989م، عندما ذهب “الترابي” إلى السجن حبيساً وذهب “البشير” إلى القصر رئيساً .
{ولكن ذلك التمويه لم ينطلِ طويلاً على الناس في السودان وخارجه، فسرعان ما قال سكرتير الحزب الشيوعي الراحل الأستاذ “محمد إبراهيم نقد” لزميله في الحبس بسجن “كوبر” الشيخ الدكتور “حسن الترابي”: (ما كفاك يا دكتور .. خلاص جاملتنا )!!
{لكن أقلام (اليسار) ظلت تطرب لتلك المقولة (اذهب إلى القصر رئيساً وسأذهب إلى السجن حبيساً)، وترددها كثيراً، ليس لتأكيد عبقرية الإسلاميين وشدة دهائهم، ولكن لوصمهم بالكذب والتدليس وخداع الشعب .
{الآن يأتي “إسحق” ليمنحهم فرصة ثانية وهدفاً مجانياً لاتهام ملته بل هو شخصياً ، بالكذب ! ويا لها حقاً من عبقرية !
{لقد كنت قريباً من تلك الأحداث نهاية العام 1999م وعلى مدى العام 2000، وأتيحت لي فرصة العمل لمدة قصيرة، لكنها كافية لمعرفة الكثير، (مستشاراً صحفياً) للنائب الأول (السابق) لرئيس الجمهورية، وهي الصفة التي سمعتها من لسان شيخ “علي” شخصياً في مكتبه إضافة إلى تكاليف سياسية أخرى خاصة بدائرته الانتخابية ومساعداته الإنسانية، والرجل حي يرزق، متعه الله بالصحة والعافية، لكن ذلك التكليف لم يعجب البعض ممن كانوا يسيطرون على عمل الإعلام في تلك الفترة، خاصة أنني لم أمر عبر (بواباتهم) الحصينة، فضيقوا وتآمروا بليل، وظنوا أنني (بالحيل) ومتكالب على المناصب، فقدمت استقالتي وسلمتها لمدير مكتب النائب بعد أن أوضحت لسيادة النائب رؤيتي للعمل وتطويره بشكل متكامل، ولم تتم الاستجابة لورقة برنامج عمل سلمتها سيادته قبل الاستقالة .
{المهم أن ما سمعته ورأيته، ثم ما سمعته وما رصدته من خلال لقاءات محدودة مع الشيخ “الترابي” عليه رحمته الله ومن جلسات عديدة مع مساعديه، ومع قيادات كانت لصيغة بالرئيس “البشير”، يجعلني جازماً ومتيقناً بأن ما حدث منذ مذكرة العشرة مروراً بمؤتمر العشرة آلاف الذي أسقط (العشرة) إلا واحداً هو “غازي صلاح الدين” بإسناد من الراحل “مجذوب الخليفة”، وانتهاءً بقرارات الرابع من رمضان، يجعلني جازماً ومتيقناً أن المفاصلة حقيقية مئة بالمئة .. لا مساحة فيها للتمثيل ولا التجميل.
اذا كانت حقيقه او كذبه فالنتيجه تكسيرصحن للسودان لدولتين قابل لكسر زياده حصار زائد فساد وتفتيت لحمة المجتمع لجهويات ومسميات قبليه لم نسمع بها الا في ظل الحشدالموجه املهذا النظام