نجل الدين ادم : تجربتي مع “الترابي” تبدأ من هنا
كانت مبادرة ولفتة رائعة تلك التي ابتدرها الاتحاد الوطني للشباب السوداني بإقامة سلسة ندوات تحت عنوان: (تجربتي مع د. الترابي)، حيث كانت البداية أمس الأول مع الرعيل الأول الذين عاصروا فترات شيخ “الترابي” الأولى، حيث كان ضيفاً القيادي الإسلامي المعروف د.”أحمد عبد الرحمن”، ورئيس منظمة الدعوة الإسلامية الأسبق الدكتور “الأمين محمد عثمان”، وكان محدداً أن يحضر إلى الندوة الأمين العام المكلف لحزب المؤتمر الشعبي الشيخ “إبراهيم السنوسي” الذي تغيّب لظروف خاصة.
حرصت أن أحضر هذه الندوة وأكون مستمعاً جيداً لهؤلاء القيادات وكل يدلي بدلوه، الندوة حدثت فيها تفاعلات كبيرة، فقد شاركت الناشطة “تراجي مصطفى” بمداخلة أثنت فيها على تواضع الراحل د.”الترابي” ودوره في الحياة السياسية، كما تداخل كل من وزير المالية السابق “علي محمود” الذي حضر مستمعاً، ووزير العدل السابق “محمد بشارة دوسة”، وقد أدهش “محمود” الحضور بحفظه لبعض من الأقوال والمواقف عن ظهر قلب للراحل في ندوات عامة قبل سنين خلت كأنما حدثت اليوم، وعرج إلى بعض المواقف الحية مع الراحل، بينما كشف “دوسة” عن علاقة طيبة لأسرته الممتدة مع الراحل وحرصهم على معاودته في المناسبات العامة والخاصة.
القيادي الإسلامي د.”أحمد عبد الرحمن” أثار شجون المستمعين في الندوة وهو يتعمق في ذكريات قديمة ومواقف مع الراحل منذ الخمسينيات، وكيف استطاع “الترابي” أن يخلق لنفسه مكانة سياسية ودعوية، وكيف أفلح في جمع الراحل “الترابي” والنائب الأول السابق “علي عثمان محمد طه” في مائدة مصالحة آتت أُوكلها، أما الشيخ د.”محمد الأمين” فقد ركز على أفق الراحل فيما يتعلق بالمصلحة العامة وكيف كان له السبق في أن يدخل العديد من أهل الجنوب إلى رحاب الإسلام من خلال بسط الدعوة ونشرها.
مواقف شيقة سمعتها على لسان هؤلاء توضح بجلاء عبقرية الراحل في كيفية التعاطي مع الأشياء بحجمها جسدت حالة الكاريزما التي ظل يتمتع بها الراحل “الترابي” منذ ريعان شبابه.
الندوة حملت معلومات كثيفة عن حياة الراحل من خلال الحديث والمداخلات، ميزة اللقاء أنه محاولة للتوثيق لـ”الترابي”، لكن ما فات على الاتحاد الوطني للشباب رغم نجاحه في إحداث اختراق هو عدم التسلسل في الحقب والمواقف بمسميات، وأعتقد لو أن إدارة الندوة نظمت سيل المعلومات الوافدة بالتتابع وعبر محطات معينة، كان يمكن أن يكون أكثر فائدة وأفضل من ناحية التوثيق، كأن تبتدر المناقشات بحقبة “الترابي” في مدرسة حنتوب الثانوية مثلاً، ليأتي كل من زامله ويدلي بدلوه ومن ثم ننتقل للمرحلة الثانية وللحقب بالتتابع، فهذا بالتأكيد يسهل من عملية ترتيب هذا التوثيق. مطلوب إعادة النظر في طريقة عرض المعلومات وتسلسلها، حينها يمكن أن تكون الفائدة أكبر، وأيضاً تحتاج إدارة الندوة لتوسعة مشاركة البعض من القيادات الإسلامية لعمل مداخلات حية لخلق حالة من الحيوية كتلك التي قام بها وزير المالية السابق “علي محمود”. تمنياتي بنجاح سلسلة ندوات تجربتي مع “الترابي”، مع مزيد من التجويد.. والله المستعان.
نجل الدين آدم – (مسألة مستعجلة – صحيفة المجهر السياسي)