رأي ومقالات

كاتب أردني: طلبتنا في السودان، ملف غامض!

تابعت قضية الطلبة الأردنيين في السودان، عبر التواصل مع عدد من أمور الطلبة وأقربائهم، وغالبيتهم العظمى من الكرك، والحقيقة أنني كلما تواصلت مع أحدهم، زادت القضية غموضا، واستنتجت أن هناك حلقة مفقودة، لا بد من جلائها، وما خرجت به التالي..
أولاـ غالبية الطلبة من محافظة الكرك، المعلومات تقول أن هناك قرابة 400 إلى 500 من المحافظة، وهناك نحو مثل هذا العدد من محافظات أخرى، وثمة نحو خمسة آلاف طالب مشتتون في أنحاء المعمورة، يبحثون عن مستقبلهم الغامض، للحصول على شهادة تعادل الثانوية العامة، بعد أن تعذر عليهم الحصول عليها في بلدهم، بسبب الصعوبات والتعقيدات التي تضعها الوزارة، أو حتى الأهل، ولنا أن نتخيل حجم المعاناة والمصاريف التي يتكبدها هؤلاء المراهقون، بحثا عن شهادة صارت جواز مرور لأي عمل في حياتنا المعاصرة!
ثانياـ بعد أن شهدت السودان حوادث غامضة أثناء تأدية الطلاب للامتحان، أصدرت وزارة التربية والتعليم قرارا بعدم الاعتراف بشهادة توجيهي السودان، رغم أن أولياء الأمور قالوا لي أنهم قبل إرسال أولادهم إلى قارة إفريقيا، أخذوا وثائق من الوزارة تفيد باعترافها بشهادة توجيهي السودان، حيث يشترط على الطالب أن يمضي ثلاثة أشهر على مقاعد الدراسة، وان يكون في البلد امتحان وطني لهذه الشهادة، وكلا الشرطين متوفران في السودان، وبالتالي يقول أولياء الأمور أن الوزارة «غررت» بهم و»لحست» كلامها، مع أن لديهم من الوثائق ما يثبت صحة كلامهم!
ثالثاـ يعيش أولادنا في السودان الآن حالة مقلقة من عدم الأمن، فبعضهم معتقل، وبعضهم هائم على وجهه، لا يستطيع العودة لمكان سكنه، وبعضهم مفقود، لأن هناك مطاردات من أجهزة الأمن لهم، وبعض أولياء الأمور تحدث عن ملثمين يتربصون بالطلبة على أبواب بيوتهم، فهم لا يستطيعون دخولها، وقد تعددت الروايات عن سبب ملاحقة أجهزة الأمن لأولادنا هناك، فبعضهم تحدث عن تسريب أسئلة متهم بها طلبة أردنيون، وبعضهم تحدث عن تعرض أحد الطلبة الأردنيين لعملية خطف وتعذيب من قبل طلبة أخرين أردنيين أيضا، وثمة روايات أخرى غريبة عجيبة، تعقد الأمور كثيرا، لها علاقة بتوجهات سياسية ودينية، والله أعلم ما الصحيح!
رابعاـ الغريب في الأمر، أن السفارة الأردنية في الخرطوم نفضت يدها من رعاية شؤون الطلبة هناك، وسدت أبوابها في وجه أولياء الأمور، الذين سافروا للسودان لرعاية شؤون أولادهم، وقال لي أحدهم أنه حاول اللجوء إلى السفارة ثلاثة ايام متوالية، ووجدها مغلقة الأبواب، ولم يستطع أن يقابل أيا من المسؤولين فيها، بل إنني سمعت روايات على لسان سفيرنا هناك، يستفاد منها أن السفارة تخلت عن أبنائنا، بل وقفت ضدهم أيضا، وليس لدي ما يؤكد أو ينفي صحة هذا الأمر، وهو متروك لمسؤولي الخارجية ليفيدونا حول هذا الأمر!
وبالمجمل، ثمة مشكلة عويصة يعاني منها طلبتنا في السودان تحديدا، والمطلوب أن «تفزع» الخارجية لهؤلاء، فكرامة أي مواطن أردني من كرامة هذا الوطن، والأردني الذي لا يستطيع أن يرفع رأسه في الغربة، بالتأكيد لا يستطيع أن يرفعه في بلاده، هذا، إضافة إلى التوجه لوزارة التربية لإعادة النظر بقرارها الخاص بعدم اعتماد توجيهي السودان، إن صح أنها وافقت أصلا على توجه الطلبة إلى تلك البلاد البعيدة لتحصيل ما لم يستطيعوا تحصيله في بلادهم!

حلمي الأسمر
الدستور الأردنية

‫7 تعليقات

  1. على وزاره التربيه والتعليم السودانيه ان تمنع الطلاب الأردنيين من الجلوس لامتحان الشهاده السودانيه الى الابد طالما انها سببت لنا هذا الاستخفاف وقله الادب الاردنيه والشهاده السودانيه شهاده قويه ولا تلاعب فيها منذ أن ولدنا فى السودان ولا يعقل أن يأتى هؤلاء لتشويه سمعتها .

    1. في الغالب انهم فلسطينون يحملون الجنسية الاردنية وهكذا هم – اما نحن فطيبتنا هذه اوردتنا التريقة وقلة الادب من الذي يسوى والذي لا يسوى وكثير ما هم

  2. مالم يذكره الكاتب سهوا او تعمدا ما هو السبب الحقيقي لمنع الطلبه الأردنيين من الجلوس لامتحان التوجيهي في بلدهم الأردن، و على حسب ما سمعته في قناة اخباريه اردنيه انهم منعوا بسبب قضية تسريب اسئله توجيهي في الاردن في السابق و بعثوهم للسودان من اجل فرصه ثانيه للحصول على الثانويه العامه ، و لو الكلام ده صحيح معناها ما تابوا و لا اتعظوا.

  3. الكاتب قال في شأن وزارة التربية والتعليم الأردنية “إن صح أنها وافقت أصلا على توجه الطلبة إلى تلك البلاد البعيدة لتحصيل ما لم يستطيعوا تحصيله في بلادهم” …. تخيل أنه ذكر تلك البلاد البعيدة وذلك لجهله بالجغرافيا وبعد دا يتريقو علينا ….!!!

  4. صحفى اردنى صفيق زعديم التربية والاخلاق بيستغرب ويقول لماذا يذب الطلبة الاردنيين لبلد التعليم فيها متدنى والسهادات تباع —- من انت ايها القذر حتى تتفوه بفمك النتن المليىء بمعونات اسيدكم — — هذا جزاء من يحسن والسودان يفتح ابوابه للمشردين ويمرحون ويمتلكون — متى نتعلم الدرس

  5. لم نتخيل أبدا أن السودان محج الآلاف من الأردنيين لنيل شهادتي الماجستير والدكتوراه،
    03-21-2016 12:19 PM

    فهد الخيطان

    آخر صيحات التعليم في الأردن؛ تخفق في الامتحان الوطني “التوجيهي” لصعوبته، فتحمل أوراقك وتتوجه إلى السودان لتقديم الامتحان على الطريقة السودانية الميسرة، فتحصل على معدل مرتفع يؤهلك لدخول جامعة “نص كم” تعود بعدها إلى وطنك الحبيب طبيبا أو مهندسا شامخ الرأس.
    نعرف عن مئات الطلاب الذين يتوجهون إلى دول أخرى للحصول على شهادة التوجيهي كتركيا مثلا، لكن لم نتخيل أبدا أن السودان محج الآلاف من الأردنيين لنيل شهادتي الماجستير والدكتوراه، أصبحت ملاذا للراسبين في امتحانات التوجيهي.
    غير أن فضيحة تسريب أسئلة التوجيهي السوداني، وأبطالها أردنيون بامتياز سلطت الضوء على منجز جديد من منجزات التعليم في الأردن.
    لم يكفهم خيبة حمل شهادة توجيهي سوداني، بل ذهبوا أبعد من ذلك حين تورطوا مع أشخاص سودانيين قاموا بتهريب أسئلة الامتحانات للطلبة الأردنيين مقابل مبالغ مالية، فاختلفوا فيما بينهم حدّ إقدام مجموعة منهم على خطف زميل لهم والاعتداء عليه، فانكشفت فضيحة الشباب، وسقطوا جميعا في قبضة الأمن السوداني. فكان لا بد لتحريرهم من جهود دبلوماسية ونيابية مكثفة، ووساطات وعطوات لاحتواء المشكلة.
    لكأن التعليم في الأردن تنقصه المصائب حتى يستعين بتجارب الأشقاء السودانيين ليداوي جراحه وتردي مستواه. لقد أغرقت الجامعات السودانية السوق الأردني بشهادات الماجستير والدكتوراه؛ فمن لا يجد عملا يزور السودان لبضعة أشهر ويعود بشهادة عليا تمنحه حق التدريس في جامعاتنا، ولكم أن تتخيلوا النتيجة.
    حسب مصادر وزارة التربية والتعليم، هناك ما لايقل عن 300 طالب أردني يتقدمون سنويا لامتحانات التوجيهي السوداني، ولا نعلم ما هي المبررات التي تسمح للوزارة بقبول الشهادة السودانية، مادام حملتها ليسوا من أبناء المغتربين الأردنيين، والمقيمين إقامة دائمة في الخارج على غرار الأردنيين في دول الخليج مثلا.
    الأردنيون شغوفون بالتعليم والشهادات الجامعية، وهذه ميزة تحسب لهم لاعليهم، لكن ليس إلى الحد الذي يقبلون معه بالتوجيهي السوداني، فليست نهاية الكون أن لايكون ابنك طبيبا أو مهندسا، وما قيمة”الدكترة” في سوق العمل عندما تكون من جامعات معدمة وأساسها توجيهي سوداني؟
    لكن المسؤولية لا تقع على عاتق الطلبة وأهاليهم فقط، بل على الجهات الحكومية التي تسمح لطلابنا بالطواف في بلاد الدنيا لنيل شهادة التوجيهي، وتشرع الأبواب لقبولهم في جامعات معروفة بمستواها الأكاديمي.
    ميزة الأردنيين في أسواق العمل العربية تكمن في تميزهم وكفاءتهم، وذلك يعود لمستوى تعليمهم بالإضافة إلى جديتهم وأخلاقهم العالية، بيد أن تنازلنا عن معايير الجودة والنوعية لحساب الكم، حوّل الشهادة الجامعية إلى سلعة نقبل عليها بشراهة بعدما أصبحت الوسيلة الوحيدة لتأمين حياة كريمة.
    لقد عانينا لسنوات لاستعادة الثقة بامتحان التوجيهي الوطني، بعد مرحلة من الفلتان أضرت بسمعته ومكانته المميزة، لكن ما إن نجحنا في المهمة حتى فتحنا بابا لتخريب إنجازنا بتقليعات من قبيل التوجيهي السوداني.
    إذا كان هناك اتفاقية بين الأردن والسودان تسمح لطلبتنا بالتقدم لامتحان التوجيهي السوداني-من قبيل التعاون الثناثي مثلا- فينبغي إبطالها فورا.
    الغد

    1. هذا الكاتب الصفيق اذا جلس لإمتحان الشهادة السودانية خمسة مرات على التوالي ما أظنه ينجح .