محمد وداعة : نفايات .. مخدرات .. امتحانات
آخر الاستباحات لوطننا العزيز بعد أن أصبح مقبرة ومعبراً للمخدرات والنفايات، اختراق جديد عبر مجموعة من الطلاب الأردنيين يقال إنهم تمكنوا من الحصول على تسريبات لامتحانات الشهادة السودانية، تم اعتقال (25) منهم ويقال إن عددهم حوالي (300) طالب، اختلفوا فيما بينهم حول أحقية البعض في الحصول على الامتحانات المتسربة، وقاموا بعملية (خطف) لأحدهم دون مراعاة للقوانين خصوصاً وأنهم ضيوف في غير بلادهم، وربما تورط بعض السودانيين في الأمر، ما يقارب (500) ألف طالب وطالبة سودانية جلسوا لأداء امتحانات الشهادة، يتهدد مستقبلهم بهذه الجريمة النكراء، فلربما كان التسريب أكبر مما هو متوقع، في كل الأحوال فالثابت حتى الآن هو اشتباه بحصول طلاب أردنيين على أوراق الامتحانات قبل مواعيدها وهو ما يعتبر تسريباً أو كشفاً لهذه الامتحانات، السفير الأردني بالخرطوم أكد الواقعة وزاد إنهم كسفارة يتابعون الموقف لأجل إطلاق سراح الطلاب المقبوض عليهم وتمكينهم من الجلوس لإكمال الامتحانات، هكذا، وجرت اتصالات عديدة من أولياء أمور الطلاب ومن الخارجية الأردنية ووساطات، السفير لم ينس لغة الدبلوماسية وهو يقول إنه حذر الطلاب للالتزام بالقوانين السودانية، ربما كان هذا دليل على معلومات وصلت للسفير عن نوايا هؤلاء الطلاب، الصحافة الأردنية ومواقع التواصل الاجتماعية في الأردن، أوفت في تسليط الضوء على ما أسمته بالفضيحة التعليمية، وتمادت هذه الوسائط الإعلامية للسخرية من الشهادة السودانية بإغراق السوق الأردني بشهادات الماجستير والدكتوراة واتهام للجامعات السودانية في التساهل في منحها، وتخريب التعليم الثانوي الأردني بعبور مئات الطلاب الأردنيين سنوياً والحصول على معدل عالٍ في الشهادة السودانية لا يمكنهم تحصيله في الأردن، البرلمان الأردني دخل على الخط، وأصبح موضوع الطلاب المحتجزين موضوع الساعة، وتجري محاولات حثيثة لتبرئة الطلاب وتصويرهم بأنهم ضحايا الفساد السوداني، كل هذا والحكومة السودانية تغط في سبات عميق، فلم تكشف الحكومة عن أي معلومة عن الموضوع من مصادر الوزارة أو الخارجية في خصوص هذه الخروقات الخطيرة التي يجرمها القانون وتشكل خطراً داهماً على الطلاب السودانيين، إحباط وفقدان للأمل في كل صباح يصور بلادنا بأنها مرتعاً للفساد وفريسة لمافيا النفايات والمخدرات.. وتسريب الامتحانات، الحكومة آخر المهمومين بقضايا الشعب وتفاصيل حياته اليومية، هكذا ينفرط عقد الدولة بتساهلها وتفريطها في أخلاقية وعدالة العملية التعليمية، والتسبب في إهدار تعب السنين للطلاب ولأسرهم، تساؤلات لا تنتهي، هل هذه المرة الأولى؟ وهل تعدى التسريب الطلاب الأردنيين الى غيرهم؟ وما هي حدود التسريب؟ ومتى تعلن الحكومة حقيقة ما جرى؟ منذ الجمعة الماضية والخوف والقلق يسيطر على الطلاب والأسر السودانية، هذه البلاد لا تصلح لشيء، هذا الفساد لن يترك لنا شيئاً، هذه فضيحة أخلاقية.